نشر موقع "ميدل إيست مونيتور"، الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له، مقالا للكاتب إيسا وينستانلي يستعرض فيه الجهود التي بذلها نظام الحمدين على صعيد التقارب خلال العام الماضي مع الشخصيات الموالية لإسرائيل في الولايات المتحدة، رابطاً بين ذلك والمقاطعة الصارمة المفروضة على قطر من جانب الدول العربية الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب منذ الخامس من يونيو 2017.
وفي هذا الصدد، قال وينستانلي: "إن الأوضاع كانت شديدة السوء بالنسبة لنظام تميم بن حمد إلى الحد الذي جعل قطر تتبرع العام الماضي بربع مليون دولار إلى بعضٍ من المنظمات الأمريكية، الأكثر مناوئةً للفلسطينيين بشكلٍ متطرف، والصهيونية ذات التوجهات اليمينية المتشددة".
وكشف الكاتب عن أن من بين هذه الجماعات المؤيدة بشدة للدولة العبرية المنظمة الصهيونية الأمريكية، التي افترى رئيسها مورتون كلاين هذا الشهر على الفلسطينيين بعباراتٍ تنطوي على عنصريةٍ سافرةٍ بقوله إنهم عربٌ أقذار.
واعتبر وينستانلي أن هذا التقارب المشبوه بين نظام الحمدين وصقور اللوبي الصهيوني في أمريكا كان أحد نتائج عمل جيش خبراء الدعاية والعلاقات العامة وحشد التأييد، ممن أرسلتهم قطر إلى واشنطن منذ يونيو من العام الماضي، ما كلفها ملايين الدولارات في صورة أتعاب الحصول على استشارات، ورسومٍ أخرى،بلغت 24 مليون دولار، قائلاً: "إن جزءاً من جهود هؤلاء الخبراء انصبت على مد الجسور مع الجماعات اليهودية الأمريكية".
كما أكد الكاتب أن القطريين رأوا أن تغيير سياساتهم حيال إسرائيل يشكل وسيلةً لنيل الحظوة لدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي كان قد اتخذ مواقف مؤيدةً بوضوحٍ للمقاطعة المفروضة على نظام الحمدين منذ يومها الأول، ولم يتردد في الحديث بوضوحٍ عن تاريخ قطر في تمويل التنظيمات الإرهابية.
وقال وينستانلي في هذا الشأن: "إنه لا شك في أن السبب وراء اللهاث القطري وراء اليهود الأمريكيين هو نيل دعمهم على صعيد إمكانية إقناع واشنطن باتخاذ سياسةٍ مغايرةٍ إزاء الدوحة"، موضحاً أن من بين العوامل التي تدفع القطريين إلى التفكير على هذه الشاكلة، كون أحد أكبر المتبرعين للرئيس ترامب هو نفسه واحدٌ من كبار دافعي الأموال للتنظيمات الصهيونية المتشددة المناهضة للفلسطينيين في الولايات المتحدة.
ويشير الكاتب هنا إلى الملياردير شيلدون أدلسون الذي يُموّل منظماتٍ مثل "مشروع إسرائيل" و"أصدقاء جيش الدفاع الإسرائيلي"، وهو الاسم الذي تطلقه تل أبيب على قواتها المسلحة.
