بعدما خرج أكبر الباكر، أمين عام المجلس الوطني للسياحة في الدوحة، على الملأ واصفا المصريين بأنهم "أعداء"، وأن بلاده لن تعطي تأشيرات لهم، كاشفا عن وجه تنظيم الحمدين العنصري، أصبح موقف الحمدين في وضع لا يحسد عليه، بعدما افتصح أمر ممارسته للتمييز والعنصرية، التي سبق أن اتهم بها دولة الإمارات العربية المتحدة.

وسارعت قطر لإصدار بيان توضيحي، يخفف من وطأة الهجوم والانتقادات الحادة المتواصلة عليها،  حول وصف أحد مسؤوليها المصريين بالأعداء.

وادعى مكتب الاتصال الحكومي، في بيان صدر عنه على خلفية موجة استياء كبيرة بسبب هذه التصريحات، حرص الإمارة الصغيرة التام على ترابط المجتمعات والشعوب في مختلف دول العالم، وسعيها الدائم لتعميق أواصر المحبة ونبذ الكراهية بين الشعوب، وهو ما ينافي الواقع تماما، حيث تكررت وقائع التدخلات القطرية في الشؤون الداخلية للشعوب ومحاولة التفرقة، وآخرها في ليبيا.

وقال المكتب الذي أوكل إليه تميم العار مهمة تزييف وعى القطريين وخداعهم، إن "موقف دولة قطر كان وسيظل دائما واضحا بضرورة عدم إقحام الشعوب في الخلافات التي تنشأ بين الدول، إذ ستظل دولنا تستمد قوتها من تماسك شعوبنا ومجتمعاتنا"، وهو ما يخالف أحاديث المسؤولين القطريين المتكررة.

وفي محاولة للتنصل مع تصريحات أكبر الباكر دون ذكر اسمه نهائيا في البيان، أوضح المكتب "ردا على ما تم تناقله من تصريحات خلال الأيام الماضية"، أن وزارة الداخلية في دولة قطر (إدارة شؤون الوافدين) هي الجهة الوحيدة المخولة بإصدار سمات الدخول إلى البلاد بمختلف أنواعها، حسب موافقة الجهات المختصة وطبقا للنظم والقوانين واللوائح المنظمة لذلك، وكذلك الاتفاقيات المشتركة مع الدول الأخرى.

وأكد مكتب الاتصال الحكومي في بيانه أن "دولة قطر ترحب بجميع شعوب العالم"، وأن "مختلف النشاطات المتبادلة بين الشعوب، سواء الثقافية والرياضية والسياحية والاقتصادية وغيرها، هي من وسائل التقريب بين الشعوب مهما كان حجم الخلافات بين الدول".

وظهر جليا في البيان الذي أصدرته قطر ازدواجيتها، ففي حين اعتبر مكتب الاتصال الحكومي أن "موقف دولة قطر كان وسيظل دائما واضحا بضرورة عدم إقحام الشعوب في الخلافات التي تنشأ بين الدول"، لم تشجب كلمة "الأعداء" التي صدرت عن المسؤول الكبير في الدوحة.

واعتبر المكتب "أي تصريحات تخرج عن تلك الأطر القانونية، لا تمثل السياسة المعمول بها"، علما أن الرجل صاحب وصف "الأعداء" هو الأمين العام للمجلس الوطني للسياحة بقطر.

جاءت تصريحات الباكر، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده المجلس الوطني القطري للسياحة، للإعلان عن تفاصيل الموسم الصيفي لهذا العام، الذي سينطلق يوم الرابع من يونيو وحتى الــ 16 من أغسطس المقبلين، تحت عنوان "الصيف في قطر"، ادعى فيها أنه يضم برنامجا حافلا بالأنشطة الصيفية وعروض التسوق والفعاليات الترفيهية.

اعتراف الباكر بعدائه الشديد للمصريين ظهر جليا، بعدما وجه له أحد الصحفيين سؤالا حول إمكانية منح السائحين المصريين تأشيرات للسياحة في قطر، ليرد على الفور بـ"لا"، وتابع: "طبعا لا لأنهم أعدائنا ولو كانوا غير ذلك وفتحوا الفيز للقطريين سنعاملهم بالمثل".

وفي مقطع فيديو انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما نشره هيثم أبو صالح الإعلامي في بوق الحمدين "قناة الجزيرة"، ولاقى استهجانا كبيرا، ظهر فيه الباكر وهو يتحدث بكل وقاحة عن المصريين، مضيفا: "تأشيرات الزيارة غير متاحة لأعدائنا ستكون متاحة لأصدقائنا.. المعاملة بالمثل عندما تفتح ذراعيك لقطر فستفتح قطر ذراعيها أكثر منك"، ليشن المغردون هجوما ضاريا على نظام قطر.

وتصريحات الباكر ليست الأولى من نوعها، إذ سبق أن وصف دولة الإمارات التي تشكوها حكومته بالتمييز العنصري بأنها "عدو"، ليؤكد بذلك أن المسألة ليست زلة لسان؛ لكنها تؤكد النهج الثابت لعداء تنظيم الحمدين تجاه شعوب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب "السعودية والإمارات والبحرين ومصر".

وما زاد الأمر وبالا على دويلة الحمدين، أن تصريحات "الباكر" جاءت غداة نظر لجنة القضاء على التمييز العنصري في جنيف التابعة للأمم المتحدة، شكوى كيدية من قطر تشتكي فيها الإمارات والسعودية بدعوى التمييز ضد القطريين، ليؤكد نهج سياسة الدوحة ونظامها الحاكم، التي ترمي جيرانها باتهامات باطلة محاولة الدرء عن نفسها ما تنتهجه من سياسات عنصرية.

كما أن تصريحات المسؤول القطري، أكدت الحقائق التي قدمتها الإمارات في ردها على الشكوى الكيدية، وأثبتت بما لا يدع مجالا أن التنظيم الحاكم في الدوحة هو من يمارس جميع أنواع التمييز العنصري ضد شعوب المنطقة.