قطر تناقض نفسها.. تقف ضد إيران في وارسو وتحتفي بها بالدوحة

  • وزير الخاريجة القطري يشارك في مؤتمر وارسو

مسلسل التناقضات القطرية بات مكشوفا بعد تكراره في مناسبات عديدة، آخرها مشاركة الدوحة بوفد رفيع المستوى على رأسه وزير خارجيتها محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، في مؤتمر وارسو، في نفس الوقت الذي شنت فيه أبواق الحمدين هجوما حادا على المؤتمر الدولي الذي ، بمشاركة نحو 60 دولة على رأسها الولايات المتحدة.

واستضافت بولندا الاجتماع الوزاري لتعزيز مستقبل السلام والأمن في الشرق الأوسط، بمدينة وارسو في 13 و 14 فبراير الجاري، لكن عدة أطراف وفي مقدمها روسيا ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، أعلنت عدم مشاركتها.

ووضع مؤتمر وارسو للأمن والسلام في الشرق الأوسط موقعا جديدا لإيران على الخريطة الدولية، حيث وجد نظام الملالي نفسه بين ضغط أمريكي بقوة 60 دولة، ما يشكل تحالفا دوليا لمواجهة السياسات الإيرانية، خاصة تلك المتعلقة بدعم الميليشيات المسلحة في الدول العربية، والبرنامجين النووي والصاروخي، إضافة إلى العمليات الإرهابية على الأراضي الأوروبية.

التناقض الذي ظهر عليه إعلام الدوحة في الدعم الضمني لإيران ومهاجمة مؤتمر وارسو يبرز الانقسام القطري، يؤكد وجود سياسة رسمية يمثلها تميم بن حمد وحكومته، وأخرى تفرض نفسها تسيطر عليها شخصيات مرتزقة تمثل آلية الحكم الموازي التي يعتمد عليها تنظيم الحمدين في سياساته وخططه المشبوهة.

وشاركت حكومة الدوحة في المؤتمر ممثلة بوزير خارجيتها محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وفي الجانب المقابل شنت وسائل إعلام قطرية وشخصيات إخوانية في الدوحة هجوما على الولايات المتحدة والدول المشاركة في المؤتمر، حيث طالبت بتحييد واشنطن عند تناول الملف الإيراني.

ورغم الموقف الذي ظهرت عليه أبواق الحمدين، إلا أنها تعارضت مع ما يعلنه أمير قطر باستراتيجية العلاقات مع واشنطن وهي العلاقة التي تمثلها بشكل رئيسي قاعدة العديد الأمريكية إضافة إلى بعض الاستثمارات في الولايات الأمريكية، لكن تجد الدوحة في نفس الوقت تذهب بعيدا في تعميق العلاقات مع نظام الملالي بإيران، وهو الواضح في تبادل برقيات التهنئة وفتح خطوط الطيران والتنسيق التجاري المتوسع.

ورغم المحاولات الحثيثة لوسائل الإعلام القطرية إخفاء اسم قطر عن الحضور الرسمي من خلال تقاريرهم التلفزيونية والصحفية، وتغريداتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتجاهل مثلا حساب "الجزيرة" عبر تويتر إيراد اسم قطر ضمن الدول العربية المشاركة في المؤتمر، في محاولة لتضليل الرأي العام العربي، لتأتي صورة محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية وهو يجلس على طاولة واحدة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لتريق ماء وجههم، وتفشل محاولتهم ممارسة حملة ضد دول المقاطعة وكأنها ذهبت للتطبيع مع إسرائيل، وليس لمناقشة أوضاع المنطقة الأمنية والإنسانية.

مشاركة قطر في المؤتمر عكست التناقض الذي أصبح سمة في سياسة تنظيم الحمدين، فإعلام قطر يهاجم مؤتمر وارسو ثم تشارك هي فيه، تدعم إيران وتبحث تشكيل تحالف ضدها، تنشط في تمويل الإرهاب وتسن قوانين لمحاربته، تتدخل في شؤون دول المنطقة وتدعو إلى احترام سيادتها.

قطر التي اعتادت الابتعاد عن الصف الخليجي والعربي، والسعي نحو إقامة علاقات وثيقة مع الملالي بإيران، ودعم مليشيات الإرهاب التي تهدد أمن واستقرار الدول العربية، شاركت في المؤتمر الذي يحتشد ضد إرهاب إيران في المنطقة، وذلك بعد ساعات من تهنئة أميرها تميم بن حمد للرئيس الإيراني، بمناسبة الذكرى الأربعين لما يسمى "الثورة الخمينية"، كما تزامن ذلك مع مشاركة تنظيم الحمدين ووزرائه في الحفل الذي أقامه سفير طهران بالدوحة بهذه المناسبة.

وجاءت مشاركة قطرية بارزة في حفل السفارة الإيرانية في الدوحة بتلك المناسبة، ممثلة في حضور حمد بن عبدالعزيز الكواري، مستشار أمير قطر، وعلي بن أحمد الكواري، وزير التجارة والصناعة، وعبدالله بن عبدالعزيز بن تركي السبيعي، وزير البلدية والبيئة، إلى جانب محمد علي سبحاني، سفير إيران في الدوحة.

وبينما كان وزراء قطر وسفير إيران يحتفلون بهذه الثورة، كان وزير خارجية قطر محمد بن عبدالرحمن يحضر مؤتمر وارسو، ويشارك ممثلين من أكثر 60 دولة الرؤى حول الخطر الذي تمثله إيران وكيفية مواجهته.

وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو فضح السياسات المتناقضة لقطر علنا، حيث أكد عدم اعتراض أي دولة شاركت في المؤتمر على ما تم الاتفاق عليه لبحث آلية لوقف أنشطة إيران الهدامة في الشرق الأوسط، رغم أن الدوحة كانت حاضرة في الأصل للدفاع عن حليفتها إيران.

وحذر مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية النظام القطري، قائلا إنه من الضروري أكثر من أي وقت مضى أن تكون قطر حريصة على مواجهة التحديات المشتركة، وبيّن أن التقارب القطري-الإيراني يضر بالمصالح المشتركة، سواء للولايات المتحدة، أو لقطر.

كما أكدت وسائل إعلام أمريكية أن مؤتمر وارسو جاء ليشدد الخناق على النظام الإيراني المحاصر في الأساس، وذكرت مجلة ذا ناشيونال إنترست، أن المؤتمر يشكل تحولا في السياسة الأمريكية تجاه نظام إيران الذي كان دعمه للإرهاب سبباً رئيساً للدعوة لانعقاد المؤتمر.

إقرأ أيضًا
ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

خلال الأعوام التالية لـ2008، بات واضحًا تركيز استراتيجية الإخوان على المدن الكبيرة، وخاصة أمستردام وروتردام؛ إذ ركزت الجماعة على الهولنديين الذين اعتنقوا الإسلام والجيل الثالث من المسلمين

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

تاريخ القرضاوي ملء بالفتاوى العدوانية الشاذة ومنها أنه أفتى بالقتال ضد القوات المسلحة والشرطة في مصر ووصف مؤيدي ثورة 30 يونيو بالخوارج