كاتب سويدي: تنظيم قطر لكأس العالم سابقة فاسدة ستؤدي إلى انهيار الرياضة

  • مقال يوهان كرونمان

تتعرض دويلة الإرهاب للعديد من الانتقادات الدولية بسبب ملفها الفاسد في استضافة مونديال 2022، بعد الاتهامات الواضحة لعصابة الحمدين في استغلال أموالها الملوثة للحصول على حق الاستضافة، حيث كشفت صحيفة سويدية أن النظام القطري اشترى كل شيء من أجل الظفر بإقامة البطولة الرياضية الأكبر في العالم على أراضيه.

وكشف الكاتب يوهان كرونمان في مقال له عبر صحيفة Dagens Nyheter أو "داغينس نيهتر" السويدية، الممارسات القطرية الخبيثة التي عاصرت سعيها ومحاولاتها المستميتة لتنظيم كأس العالم، موضحا أن حكام قطر اشتروا كل شيء وكل شخص بالطبع لاستضافة البطولة، ما يفتح الباب أمام باقي الدول الدكتاتوريات للسير على نفس النهج القطري وشراء البطولات والفعاليات الأولمبية.

وسلط الكاتب في مقاله الضوء على استعدادات قطر التنظيمية والإنشائية لمونديال 2022، مشيرا إلى اللجنة التنظيمية لكأس العالم في قطر ستبذل قصارى جهدها لدحض أية شكوك حول الإمارة الصغيرة، بعدما لحقتها اتهامات متعددة حول معاناة العمال الأجانب في مواقع منشآت كأس العالم، كما أن حرية الصحافة في الإمارة الصغير متدنية بشكل كارثي.

واعتبر كرونمان أنه من أجل تبييض وجه الإمارة ونظامها الحاكم ونفي الشائعات التي تلاحقهم، ستتكلف بطولة العالم في قطر أكثر من أي بطولة أخرى على الإطلاق، مشيرا إلى أن آخر التقديرات وصلت حوالي 1.8 مليار دولار، لكنني رأيت تقديرات أخرى أشارت إلى أن التكاليف ستصل إلى 10مليار.

واستشهد الكاتب السويدي بتصريحات سابقة لرئيس الاتحاد الدولي للتزلج، جيان فرانكو كاسبر، والتي قال فيها إن الأحداث الأولمبية مناسبة تمامًا للأنظمة الدكتاتورية، معتبرا أنه كان يمزح نوعا ما، لكن لم يعارضه أحدا فيما قاله ولم يذكر أي شخص أن استنتاجه خاطئ، وهذا يعني أن هناك موافقة عامة على رأيه.

وذكر جيان فرانكو كاسبر، 75 عاما، لصحيفة تاغس إنزيغر السويسرية: "من الناحية العملية، من مصلحة السوق أن يُعقد كأس العالم في الدول الدكتاتورية. ولا أريد المجادلة في هذا الصدد مع علماء البيئة على سبيل المثال".

وأوضح الكاتب السويدي أن المسؤولين الفاسدين يسيطرون على عالم الرياضة كله من خلال منظماتهم الفاسدة، متسائلا: "إذن ما الذي يمكننا توقعه؟ يمكننا توقع انخفاض الثقة والمصداقية، ومع ذلك لا يمكننا الاستسلام لهذا الأمر الواقع".

وتابع أن "الفيفا تريد باستمرار أن تضم المزيد من المنتخبات في البطولات التي تعقدها، حتى أنها تتمنى أن تضم خلال مونديال 2026 حوالي 48 منتخبا، وذلك في البطولة التي من المقرر أن تستضيفها كندا والولايات المتحدة والمكسيك. إذن هل يتعلق الأمر بكرة القدم أم على المزيد من الأموال؟ على ما يبدو أن المال يهزم الغاية الكروية، ولذلك أتمنى أن تتسع المنتخبات إلى حد الانفجار".

كما تطرق الكاتب في مقاله إلى جولة المنتخب السويدي في يناير بدولة قطر، والتي اختتمت بتصريحات اللاعب السويدي كيم كالستروم المثيرة للجدل، والتي أفاد فيها بأن السلام والمتعة يسودان في الإمارة الصغير، كما اعتبر اللاعب أن فريقه على الأرجح لن يصدق كل ما قرأه عن البلاد في وسائل الإعلام السويدية.

هذا اللاعب واجه مجموعة كبيرة من الانتقادات في السويد التي تعرف الكثير عن جرائم تنظيم الحمدين بحق العمال الأجانب الذين يعانون في مواقع منشآت كأس العالم، إذ وضع كيم كالستروم نفسه في موقف صعب وأصبح يتعين عليه توضيح ماذا كان يقصد بتصريحه، وتساءلت منظمة العمل الدولية ما إذا كان يقصد أن ظروف العمل هناك أصبحت أقل قسوة على سبيل المثال؟ ما الذي رآه بالفعل بأم عينيه لكي يدلي بهذا التصريح؟

كما أوضح كرونمان أنه مع قرب إقامة مونديال قطر، فإن حكام هذه الإمارة يسعون لاستغلال كل شيء من أجل الترويج لأنفسهم، مشيرا إلى أن السفارة السويدية تعد واحدة من أوائل الجهات التي وقعت في هذا الفخ حيث حاولت تبييض وجه الإمارة من خلال الترويج لها عند فئتي الرياضيين ورجال الأعمال وهذه هي النتيجة.

وأضاف "ربما أرغب في رؤية أحد الأشخاص يسلط الضوء على السفيرة السويدية في قطر إيوا بولانو وممارسة بعض الضغوط عليها، متسائلا: ما هو الدور الذي تعتقد هذه السفيرة أن السويد سوف تلعبه في المستقبل؟ وكيف تنظر هي والسويد حتى الآن إلى موجات الانتقاد الهائلة التي تلقتها قطر على الصعيد الدولي؟ وما هي نتائج هذه الانتقادات من وجهة نظرها على ظروف عمل العمال السائدة في الإمارة والتي تشبه ظروف عمل العبيد؟ يتعين توجيه هذه الأسئلة إليها على الفور والرد عليها كذلك.

واختتم الكاتب السويدي مقاله بالقول إنه بالطبع ستقوم اللجنة المنظمة لكأس العالم في قطر بشراء كل شيء وكل شخص، وسيسمح الجميع تقريبا بأن يتم شراءه، فهذه هي الطريقة التي تتم من خلالها إدارة الإمارة والتعامل مع المعضلات التي تواجهها.

https://www.dn.se/sport/johan-croneman-alla-later-sig-kopas-av-qatar/

إقرأ أيضًا
ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

خلال الأعوام التالية لـ2008، بات واضحًا تركيز استراتيجية الإخوان على المدن الكبيرة، وخاصة أمستردام وروتردام؛ إذ ركزت الجماعة على الهولنديين الذين اعتنقوا الإسلام والجيل الثالث من المسلمين

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

تاريخ القرضاوي ملء بالفتاوى العدوانية الشاذة ومنها أنه أفتى بالقتال ضد القوات المسلحة والشرطة في مصر ووصف مؤيدي ثورة 30 يونيو بالخوارج