بعد انتشار خبر اكتشاف ترسانة أسلحة لليمين المتطرف في إيطاليا ومن ضمنها صاروخ قطري المصدر، رأت الصحافية سعاد سباعي أنّ التحقيقات لن تتعقب الدوحة ولا مشاركتها المحتملة في دعم اليمين المتطرف بسبب سحر الدولارات الناتجة عن الغاز القطري.
وقالت سباعي في مقالها الذي نشره موقع "لا نووفا بوسولا كوتيديانا" الإيطالي إنه إضافة إلى تمويل المساجد والجمعيات والأئمة ومتطرفي الإخوان على امتداد البلاد وفقاً لما جاء في كتاب "أوراق قطر" للصحافيين جورج مالبرونو وكريستيان شينو، ربما تدعم الدوحة أيضاً مجموعات اليمين المتطرف لإبقاء إيطاليا مقيدة عبر إذكاء نار التطرف، أكان جهادياً أم يمينياً، لكن أيضاً التطرف اليساري، بما أنّ اليسار يدعم الإخوان.
تتابع الكاتبة، سيكون مثيراً للاهتمام سماع إجابة سفير الدوحة، إذا قرر المدعي العام الذي يحقق في القضية أن يسأله بطريقة مناسبة عما يحتمل أن يكون على علم به من وقائع. يجب على الأسئلة التي توجه إلى السفير أن تشمل مسائل أخرى أيضاً لا ترتبط بزرع التطرف وحسب، بل أيضاً بملفات فساد مثل قضية مستشفى ماتر أولبيا في سردينيا.
ثمة شعور بأن الدوحة ستستمر بالإفلات من فعلتها. في الواقع، تزدهر العلاقات الاقتصادية بين إيطاليا وقطر الأمر الذي يجلب البهجة إلى بعض الديبلوماسية الإيطالية في الدوحة. على صعيد الأسلحة أيضاً، وبينما كانت جميع الصحف تكتب عن اكتشاف الصاروخ، تم توصيف عقد هائل لبيع سفن وصواريخ إيطالية إلى القوات القطرية المسلحة بأنه انتصار.
وتتساءل سباعي: "مليار يورو مقابل نشر أصولية الإخوان ودعم تطرف من نوع آخر في إيطاليا؟"
إضافة إلى العلاقات الاقتصادية والسياسية والثقافية-المزيفة، تشكل العلاقات العسكرية سبباً آخر للقلق. مؤخراً، أكملت أربع جنديات قطريات دورة تدريبية في إيطاليا وقد حصلن بموجبها على إجازة قيادة المروحيات. للوهلة الأولى، قد يظن المراقبون أنّ هذا الأمر عبارة عن تطور إيجابي للموقع الإجتماعي للنساء القطريات وقد ساهمت به إيطاليا.
لكن إظهار الوجه النسائي في العلاقات العسكرية بين روما والدوحة يخدم أيضاً تشتيت الانتباه عن المساهمة المهمة التي تقوم بها إيطاليا من أجل تعزيز القدرات الهجومية لدولة مارقة يقاطعها جيرانها بسبب دعمها لإرهاب وتطرف الإخوان التخريبي كما بسبب صلاتها بتركيا الأردوغانية وإيران الخامنئية.
تساءلت سباعي عما يمكن أن يجعل بيع أسحلة إلى دولة معروفة بارتكابها لأسوأ أنواع الفظائع وتجسيدها للتهديد الأساسي للأمن والسلام على المستوى الدولي قبل أن تجيب بأنّ سحر دولارات الغاز القطري قادر على محو فظائع سياسات أمراء آل ثاني تحت شعار تعزيز العلاقات التجارية. لكنّ إقامة علاقات عمل مع أمراء آل ثاني، مهما تكن مربحة، ليست عملاً جيداً.
ظنت إيطاليا أنها ستحصل على الحماية عبر الخضوع للأجندة الإسلاموية للدوحة والإخوان المسلمين مقابل الأموال القطرية. اليوم تكتشف إيطاليا أنّ من يقف حتى خلف مؤامرات مجموعات اليمين المتطرف على أرضها هي قطر على الأرجح. وحذرت سباعي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أن يظن أنّ بإمكانه السيطرة بشكل أفضل على عمل الدوحة عبر بيعها الأسلحة والاحتفاظ بقاعدة العديد. وتخلص سباعي إلى ذكر أنّ مصدر أموال أمراء قطر فاسد وبالتالي، يجب على الجميع وقف تجاهل التهديد: "العلاقات مع قطر يجب ألا تتعزز، يجب أن تُقطع!".
