لحماية ميليشياتها في ليبيا.. قطر تدعو لفرض حظر السلاح على حفتر

  • ليبيا

بلهجة متبجحة، ولسان حال يتباكى على سقوط أذرع دويلته في ليبيا، هاجم وزير خارجية قطر، محمد بن عبد الرحمن، الجيش الوطني الليبي، بسبب النجاحات التي حققها على حساب ميليشيات طرابلس، داعيا إلى فرض حظر السلاح على قوات المشير خليفة حفتر، وهو القرار المفروض بالفعل على كل ليبيا منذ إسقاط نظام القذافي في 2011.

وكان المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الليبي، أمر الخميس 4 أبريل الجاري، ببدء تطهير العاصمة طرابلس من المليشيات المسلحة، وذلك بعدما اندلعت اشتباكات مسلحة بين قوات الجيش الوطني، ومليشيات مسلحة تتمركز في منطقة الأصابعة غربي البلاد.

ويبدو أن الوزير القطري تناسى قرار مجلس الأمن الصادر في مارس 2011، بحظر توريد السلاح لليبيا، إذ صرح لصحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية، بأن حل الأزمة قد يكون عن طريق فرض حظر سلاح في ليبيا، بحيث تمتنع الدول التي تمد المسلحين بالسلاح عن ذلك، ليناقض نفسه.

واتهم نامق الحمدين العملية الليبية التي أطلقها حفتر قبل أسبوعين، بعرقلة الجهود الدولية لتحقيق الحوار الليبي الوطني، متناسيا أن ميليشياته المسلحة التابعة لتنظيم الإخوان الإرهابي، وتنظيم القاعدة هي سبب الفوضى التي تشهدها البلد من سقوط نظام معمر القذافي عام 2011.

التحركات القطرية لمحاولة إنقاذ الأتباع لم تتوقف عند مجرد مهاجمة حفتر، بل وصل الهلع القطري لمحاولة استدعاء الغرب مرة أخرى للتدخل الأجنبي في ليبيا من أجل مهاجمة الجيش الليبي، حيث عقد بن عبدالرحمن مؤتمرا صحفيا مع رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، وهاجم خلاله العملية العسكرية التي أطلقها الجيش الوطني الليبي.

ويبدو أن تميم العار فقد الأمل في تنفيذ حكومة فرنسا لرغباته في إيقاف تقدم قوات حفتر بليبيا، بعدما أعربت عن مساندتها للجيش الوطني الليبي، ليسلك اتجاها آخر نحو إيطاليا آملا في الحصول على دعم ولو معنوي لإنقاذ ميليشاته وأذنابه في طرابلس.

وخلال السنوات الماضية ضبطت الجمارك الليبية العديد من شحنات السلاح القطرية والتركية قادمة عن طريق البحر لدعم الميليشيات المسلحة في مدن درنة ومصراته وطرابلس، واعترف مفتي الدم الليبي السابق صادق الغرياني، بدخول الأسلحة القطرية للميليشيات عبر شحنات الأدوية والمساعدات الغذائية.

وعلى أرض الواقع تقول الأحداث إن العملية الليبية التي يقودها حفتر والهادفة لتطهير طرابلس من براثن الميليشيات الإرهابية، لم تعرقل أي جهود لعقد حوار وطني، لكن الأمر في حقيقته خديعة قطرية تركية، فالميليشيات التابعة لتنظيم الحمدين تحتجز قادة حكومة الوفاق الليبية المفترض أنها كانت ستسافر لمدينة غدامس الليبية لبدء الحوار في منتصف أبريل الجاري.

الخديعة القطرية كشفها عضو مجلس النواب الليبي مصباح دومة اوحيدة، الذي أكد أن المليشيات المسلحة بطرابلس وضعت قيودا كبيرة على تحركات أعضاء المجلس الرئاسي، والمسؤولين في حكومة الوفاق الوطني، وصلت حدّ المنع من السفر خارج البلاد.

وقال إنه بعد التواصل مع بعض المسؤولين في حكومة الوفاق، فإن المليشيات المسلحة ومنذ بداية العملية العسكرية في العاصمة طرابلس، فرضت ضغوطات كبيرة على كل المسؤولين في الدولة، من أجل عدم المغادرة خارج البلاد، خشية من انشقاقهم، أو البدء في حوار وطني قد ينهي الأزمة الليبية على عكس ما ترغب دويلة قطر.

وأشار النائب الليبي، إلى أن هذا يكشف أن المجلس الرئاسي ما هو إلا غطاء سياسي لهذه المليشيات المسلحة، التي تحركه من أجل مصالحها، حتّى أصبحت تتحكم في كل شيء بالبلاد، وتحكم قبضتها على خزينة الدولة وموارد الليبيين لصرفها في قتلهم بهذه الحرب، بحسب تعبيره.

وأشار البرلماني الليبي إلى الميليشيا التابعة لقطر تمارس "ضغوطات على المسؤولين للموافقة على إجراءات مخالفة للقوانين واستنزاف الموازنة العامة للدولة، التي تمثل موارد الشعب الليبي لصرفها على الحرب أو للتجهيز للهروب بعد خسارة هذه المعركة، ليكونوا مدانين أمام القضاء بالتصرف في أموال الليبيين وإساءة استخدامها لصالح أمراء الميليشيات".

وأكد أن المجلس الرئاسي أصبح لعبة في يد قلة من الإسلاميين المتطرفين ودواعش المال العام المطلوبين على المستوى الدولي والمحلي، والعقاب لكل مخالف، أبسطها القبض عليه وإلقائه في السجن، وتُلفق له التهمة المناسبة دون إحالته للقضاء.

تصريحات النائب الليبي الذي كشف زيف التصريحات القطرية التي تتهم الجيش الليبي بعرقلة الحوار، أيدتها أيضا ما أعلنه غسان سلامة مبعوث الأمم المتحدة لليبيا، والذي أعلن مع بداية العملية العسكرية على طرابلس، أن الملتقى الوطني الجامع المزمع قيامه في مدينة غدامس الليبية سيعقد في موعد، لكن بعد لقاء السراج في طرابلس، أعلن يوم الثلاثاء الماضي، وقبل أسبوع واحد من انعقاد الملتقى تأجيله إلى أجل غير مسمى.

كل الوقائع على الأرض في ليبيا تشير لتورط ميليشيات قطر وتركيا في عرقلة الحوار الوطني، وتغذية الفوضى، حتى إن رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، اتهم تنظيم الحمدين في قطر وحليفه النظام التركي، بتغذية الحرب في ليبيا، قائلا إنهما يرغبان في استمرار حالة الفوضى داخل ليبيا، مشيرا إلى أن العناصر الإرهابية الهاربة من الأراضي الليبية تجد الحماية في تركيا.

وفي تصريحات تلفزيونية، كشف رئيس البرلمان الليبي، إلى وجود وثائق وأسانيد قوية تثبت دعم قطر وتركيا للجماعات المسلحة من أجل السيطرة على السلطة في ليبيا، مشيرا إلى أن الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر ضبط أسلحة حديثة بحوزة الميليشيات الإرهابية.

وقال عقيلة صالح، إن الجيش الوطني الليبي تحرك لحماية الدستور ومؤسسات الدولة، وبتكليف من مجلس النواب، من أجل طرد المجموعة الخاطفة للعاصمة طرابلس، مؤكدا أن حكومة فايز السراج استعانت بالميليشيات التي تمولها قطر وتركيا ووقعت أسيرة لها.

وأضاف صالح أن الاتفاق السياسي بين القوى السياسية في ليبيا كان يقضي بإخراج المليشيات من العاصمة لكنه لم ينفذ، مشيرا إلى أن الميليشيات عرقلت تنفيذ بنود الاتفاق، لافتا إلى أن السراج لا يملك أي قرار ولا حول له ولا قوة، حيث أن الميليشيات المدعومة من نظام الحمدين تحاسبه إذا التقى قائد الجيش حفتر.

وأكد أن السراج لا يستطيع أن يأمر أي من الكتائب الموجودة بالعاصمة، وأن حكومته تدار من الكتائب الموجودة هناك، حيث أنه لم يستطع إخراج الميليشيات من العاصمة، أو إجبارهم على تسليم أسلحتهم.

وأضاف أن الكتائب والمليشيات تتحكم في تعيين السفراء والوزراء، وأن السفراء المعينون خلال الفترة الماضية في معظم الدول ينتمون إلى جماعات الكتائب والمليشيات، التي فرضت تعيينهم، كما تتحكم الكتائب في دفع الأموال من خلال المصرف المركزي.

وانتقد صالح مخاطبة وزير الخارجية في حكومة الوفاق لمجلس الأمن ومطالبته بالتدخل بشأن الأحداث الأخيرة في طرابلس، قائلا: "طبيعي أن يدافع وزير الخارجية في ما يسمى بـ "حكومة الوفاق" عن الوضع القائم، خاصة أنهم سبب كل الأزمات في ليبيا في الوقت الراهن، وسبق لهم مخاطبة مجلس الأمن خلال عملية تطهير الجنوب من قبل الجيش الليبي".

وأضاف: "من الغريب أنهم اشتكوا جيش بلادهم للأمم المتحدة، حين  كان يحارب الإرهابيين، وأذكر أن المندوب الروسي هاجم مندوب حكومة السراج، واستغرب من ممثل دولة ليبيا ومطالبته بالتدخل ضد الجيش الذي يحارب الإرهابيين، وهذا ما يتكرر الآن، على الرغم من اتضاح الحقيقة كاملة في الجنوب الليبي بعد تطهيره".

وأوضح رئيس البرلمان الليبي، أن الجيش الوطني ينفذ إرادة الشعب الليبي، ومن بينهم سكان طرابلس، مؤكدا أن مجلس النواب لا يتعامل مع حكومة السراج المدعومة إخوانيا وقطريا احتراما للدستور والشارع الليبي الرافض لوجودهم في السلطة.

إقرأ أيضًا
ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

خلال الأعوام التالية لـ2008، بات واضحًا تركيز استراتيجية الإخوان على المدن الكبيرة، وخاصة أمستردام وروتردام؛ إذ ركزت الجماعة على الهولنديين الذين اعتنقوا الإسلام والجيل الثالث من المسلمين

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

تاريخ القرضاوي ملء بالفتاوى العدوانية الشاذة ومنها أنه أفتى بالقتال ضد القوات المسلحة والشرطة في مصر ووصف مؤيدي ثورة 30 يونيو بالخوارج