لوموند: قطر فقدت أهم موطأ قدم لها في إفريقيا بسقوط البشير

  • capture.png

رغم محاولات قطر المستميتة لفرض نفوذها وقوتها في إفريقيا، إلا أنها لم تستطع تحقيق أي تقدم على أرض الواقع، في ظل وجود قوى كبيرة مثل المملكة العربية السعودية والإمارات، تتمتع بعلاقات طيبة وقوية في القارة السمراء.

صحيفة "لوموند" الفرنسية، أعدت تقريرا تحت عنوان "رغم جهودها في إفريقيا.. قطر لن تدفع مرة أخرى للعودة"، للكاتب بنيامين أوجيه، كشفت فيه أن قطر فقدت أهم موطأ قدم لها في القارة السمراء بسقوط البشير، موضحا أنه رغم جهودها المكثفة في القارة لم يبق لها سوى الصومال.

ولفت الباحث الفرنسي المتخصص في الشؤون الإفريقية بالمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، إلى أن "أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني أجرى نهاية شهر أبريل المنصرم جولة إفريقية جديدة شملت رواندا ونيجيريا"، موضحا أن آخر جولاته قبل ذلك في القارة كانت في ديسمبر 2017.

ويقول أوجيه إن جولات أمير قطر تميم بن حمد في رواندا ونيجيريا، وزياراته السابقة للقارة السمراء في سبيل تعزيز العلاقات مع تلك الدول وفرض نفوذه في بعض المناطق من القارة، لم تسفر عن شيء، مؤكدا أن قطر "ليست في وضع جيد".

وأشار الكاتب إلى أن نظام تميم حاول تعزيز علاقاته بالسودان في عهد الرئيس السابق عمر البشير، لكنه كان يتمتع بعلاقات أقوى مع المملكة العربية السعودية والإمارات، لكن منذ سقوط نظام البشير وجد السودان دعما قويا من الأشقاء العرب في السعودية ومصر والإمارات، بينما لم تجد الدوحة لها قدما في الخرطوم.

ومنذ سقوط الرئيس السوداني، في 11 أبريل الماضي، حظي الزعيمان العسكريان الرئيسيان للمرحلة الانتقالية، عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دجالو، بدعم كبير من قبل الإمارات. حيث تعهدت أبوظبي والرياض بتقديم 3 مليارات دولار لمساعدة الخرطوم. وهناك علامة أخرى على الوضع الغير مواتي للدوحة، وهو أن قناة الجزيرة القطرية لم تتمكن بعد من الوصول إلى قادة الحكم المؤقتين في السودان، في حين أن استطاعت قناة سكاي نيوز عربية "الممولة من أبو ظبي" والعربية "الناطقة باسم الرياض" إجراء مقابلات معهم.

ووفق الصحيفة الفرنسية، فإن الدوحة لا تزال تحتفظ بحليف واحد، لكنه ليس له أي قوة في القارة السمراء - الصومال، حيث سعت حكومة قطر استغلال أزمة مقديشيو وحاجة الرئيس الصومالي فرماجو للأموال.

وتبرعت الدوحة بنحو 20 مليون دولار للصومال في فبراير الماضي، لكن رغم ذلك يحتفظ الصومال أيضا بتحالف قوي مع الإمارات ويتمتع بعلاقات جيدة معها.

أما جيبوتي فكانت من أول الدول التي قررت سحب سفيرها من الدوحة في 2017، أما إثيوبيا فتحتفظ بعلاقات قوية مع قطر، خاصة بعد تدخلها لحل الخلاف مع إريتريا، ويقول الكاتب أوجيه إن دول غرب إفريقيا تمثل كتيبة تواجه قطر وترفض إقامة علاقات معها، مثل موريتانيا والنيجر والسنغال وتشاد، حيث قاموا بسحب السفراء من الدوحة منذ 2017.

وأشار الكاتب إلى أن محاولات قطر فرض قوتها وتحسين علاقتها بدول غرب إفريقيا باءت بالفشل، موضحا أن معظم الدول الإفريقية تفضل تقوية علاقتها بالمملكة العربية السعودية والإمارات بدلا من إمارة قطر التي اتهمتها دول الرباعي العربي بدعم الإرهاب.

ورغم ضخ الدوحة ملايين طائلة من الأموال في تلك البلاد وأسلحة في دول أخرى، لم تحظى الدوحة بدعم يجعلها قوة حقيقية على أرض الواقع في القارة السمراء.

أوجيه اعتبر أن جولة تميم الأفريقية في نهاية 2017 كانت لتوجيه الشكر إلى بوركينا فاسو ومالي، اللذين لم يتخذا الموقف نفسه وحافظا على سفارتهما في الدوحة، وعاد قائلا: "رغم كل هذه الجهود والأموال التي أنفقتها الدوحة في هذه الدول في محاولة لزرع نفوذها لكسب ولائها إلا أنها باءت بالفشل، وعلى ما يبدو أن قطر لن تدفع مجدداً في غرب إفريقيا".

وبدا واضحا أن قطر فقدت أهم مصادر نفوذها في أفريقيا بسقوط نظام الرئيس السوداني المعزول عمر البشير، رغم المليارات التي ضختها حكومة الدوحة لشراء ولاءات بالقارة السمراء، عبر مساعدات ومشروعات هزيلة وتمويل الإرهاب.

إقرأ أيضًا
ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

خلال الأعوام التالية لـ2008، بات واضحًا تركيز استراتيجية الإخوان على المدن الكبيرة، وخاصة أمستردام وروتردام؛ إذ ركزت الجماعة على الهولنديين الذين اعتنقوا الإسلام والجيل الثالث من المسلمين

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

تاريخ القرضاوي ملء بالفتاوى العدوانية الشاذة ومنها أنه أفتى بالقتال ضد القوات المسلحة والشرطة في مصر ووصف مؤيدي ثورة 30 يونيو بالخوارج