صحيفة: قطر الخيرية لا تسعى للسيطرة على المؤسسات بل التأثير عليها وفرض شروطها

  • أوراق قطر

كشف الصحفيان الفرنسيان جورج مالبرونو وكريستيان شينو، المزيد من خبايا كتابهما الصادر حديثا تم اسم "أوراق قطر"، والذي يكشفان فيه عن التمويل القطري للإرهاب في أوروبا، تحت ستار المساعدات الإنسانية وتمويل بناء مساجد ومراكز ومؤسسات تابعة لتنظيم الإخوان الإرهابي.

وكشفا الصحفيان أن قطر الخيرية لا تسعى للسيطرة على المؤسسات التي تساعدها، ولكن التأثير عليها، فهي تفرض شروطًا منها: وضع علم قطر، ودعوة العديد من القادة القطريين لحضور اجتماعات مهمة للمؤسسات، حيث يجب عليهم الموافقة على إقامة بعض المشاريع التوسعية للمؤسسات التي تمولها "قطر الخيرية".

وفي مقال نشرته صحيفة "أتلنتيكو"، كشف فيه الصحفيان الفرنسيان أن مئات الصفحات من الأدلة والملاحظات الداخلية لمؤسسة قطر الخيرية، والتي اطلعا عليها لا تترك مجالا للشك حول الهدف الذي تسعى قطر الخيرية إلى تحقيقه، ألا وهو تعزيز الهوية الإسلامية المتطرفة والمساهمة في نشر وترسيخ الإسلام السياسي في المجتمعات الإسلامية بأوروبا.

وأضاف الكاتبان أن قطر سعت إلى تحقيق الاستراتيجية المتبعة لتحقيق ذلك، مثل بناء "مراكز حياة" بجانب المساجد، والتي تتكون من صالات لإعطاء دروس ومكتبات وأماكن مخصصة للثقافة والتجارة وللأدوات الطبية وحدائق أطفال.

وأكدا أن العديد من كبار الشخصيات في الدوحة، عملت على تعزيز وتشجيع المتطرفين والإرهاب في إيطاليا، ويتم دعم المنظمة القطرية غير الحكومية وأحيانًا تشجيعها من قبل كبار الشخصيات في الدوحة، على الرغم من النفي الرسمي، إلا أن أهدافها هي أيضًا أهداف أمير قطر الذي يدفع لشراء النفوذ.

ومن خلال شبكة واسعة من الجمعيات الإسلامية في فرنسا وأوروبا، والتي تساعدها منظمته غير الحكومية القوية، تسعى قطر إلى التأثير على الإسلام في فرنسا والدول الأوروبية الكبرى، حيث أكد الصحفيان أن هذا هو الهدف الرئيسي لهذا التبذير الذي اكتشفاه خلال التحقيق.

وكشف الكاتبان أن التأثير المراد تحقيقه لا يبدأ من تعيين إمام للمسجد، فغالبية الجمعيات التي تستفيد من الدعم القطري تتبع نفس الإسلام السياسي للإمارة، إذن فليست هناك حاجة لأن تسعى إلى تعيين إمام.

وأوضح تقرير صحيفة "أتلنتيكو": "على العكس، فإن مسؤولي المراكز الإسلامية الأوروبية التي تمولها مؤسسة قطر الخيرية، يحرصون رسميًا على عدم الظهور كمتحدثين باسم الإمارة، لكن من خلال النقاش معهم، سرعان ما أدركنا أنهم يتشاركون في نفس العداء إزاء الإمارات العربية المتحدة ومصر، اللتين تتبنيان نفس الموقف تجاه جماعة الإخوان المسلمين".

وقال مالبرونو وشينو إن البحث عن التأثير يعد خفي لكنه حقيقي، وذلك على حد قول نادية كرموس، رئيسة المتحف الإسلامي في "لا شو دو فون" في سويسرا، والتي تلقت أموالا من قطر الخيرية.

ونقل الكاتبان عن مسؤول استخباراتي معني بالتدقيق والبحث في تلك الأعمال قوله: "إن الإسلام في فرنسا هو سوق تتنافس فيه خمس دول، فكل دولة تسعى للاستحواذ على ما تملكه الأخرى". وقد اشتدت حدة هذه المنافسة منذ عام 2017".

وفي معركة بسط النفوذ، تمتلك قطر مؤسسات قوية في فرنسا وألمانيا وإيطاليا وسويسرا، وذلك بفضل أعضاء جماعة الإخوان المسلمين المتواجدين منذ فترة طويلة هناك، حيث أكد التقرير أن قادتهم، الذين يشغلون مناصب مهمة أو سيشغلون في مجال التعليم أو الأعمال التجارية، يتمتعون بعلاقات جيدة مع المسؤولين المنتخبين محليا، في بعض الأحيان يصبحوا شركاء لا غنى عنهم للسلطات في البلديات.

كما تطرق الكاتبان إلى الدعم القطري في ألمانيا، حيث أشارا إلى أن الإمارة الخليجية تعتمد أيضا على دعم  تركيا، حليفها الرئيسي غير العربي، حتى لو كانت ممارسة الإسلام التركي لها خصوصيات تجعل التعاون على أرض الواقع أمرًا صعبًا، فقد لوحظ محاولات للتقارب في بعض المدن، في نانت، وأيضًا في ستراسبورج.

كما تطرق مالبرونو وشينو إلى السيناريو الذي تحدث عن أحد الدبلوماسيين السعوديين، "تزاوج المال القطري مع الموارد البشرية التركية"، والذي أشار إلى أنه تطور لابد من مراقبته عن كثب في السنوات القادمة.

وكان الصحافيان الفرنسيان كشفا في كتاب أوراق قطر، الصادر عن دار النشر "ميشيل لافون"، عن أنشطة تنظيم الحمدين المشبوهة في أوروبا، وتمويل مؤسسة قطر الخيرية لمدارس ومراكز دينية في فرنسا، بملايين اليورو عام 2014، عبر دعم مباشر من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لتحويلها إلى بؤر لنشر الفكر المتطرف.

وفي تصريحات سابقة  أكد مالبرنو، أن بحثه أثبت أن قطر ليست دولة ديمقراطية، ولا يمكن أن يتم أي شيء فيها دون السيطرة المباشرة من قبل تميم، مبينا أنه من المفترض أن رأسمال هذه المؤسسة من الزكاة والصدقات، لكن التمويل الرئيس يأتي من الخزانة القطرية وإسهامات آل ثاني، وهي مجرد ستار، حيث يتم توزيع هذه الأموال بطرق خلفية ملتوية على مشروعات تهدف إلى توسيع نفوذ تنظيم "الحمدين" خارج البلاد، وتغذي التطرف في أوروبا.

وحذر الكتاب من خطورة مؤسسة قطر الخيرية، التي تمكنت من التوغل في ست دول أوروبية، أبرزها فرنسا وإيطاليا وسويسرا، وإنفاق أمير قطر ملايين الدولارات على عملائه في أوروبا، وعقب صدور الكتاب كشفت مذكرة صادرة عن وكالة مراقبة الأموال، التابعة لوزارة الاقتصاد الفرنسية والمخابرات الفرنسية، أن حفيد مؤسس الإخوان "المتهم في قضايا اغتصاب بفرنسا"، طارق رمضان، حوّل أموالا من قطر إلى أوروبا عبر حسابات بنكية شخصية، وصلت إلى 590 ألف يورو، في يوليو 2017، كما كان يتلقى 35 ألف يورو شهرياً راتباً كمستشار لمؤسسة قطر الخيرية.

إقرأ أيضًا
ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

خلال الأعوام التالية لـ2008، بات واضحًا تركيز استراتيجية الإخوان على المدن الكبيرة، وخاصة أمستردام وروتردام؛ إذ ركزت الجماعة على الهولنديين الذين اعتنقوا الإسلام والجيل الثالث من المسلمين

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

تاريخ القرضاوي ملء بالفتاوى العدوانية الشاذة ومنها أنه أفتى بالقتال ضد القوات المسلحة والشرطة في مصر ووصف مؤيدي ثورة 30 يونيو بالخوارج