استنكر محللون سياسيون بحرينيون التدخلات القطرية في الشأن الفلسطيني ووصفوها بالمراوغة الخبيثة، مؤكدين أن تمويل حكومة الدوحة المستمر لحركة حماس، محاولة مكشوفة لتمرير صفقة القرن المشؤومة.
وقال المحلل السياسي محمود المحمود إن التمويل القطري لحماس، هو متاجرة وعبث في القضية الأولى للعرب والمسلمين، ومراوغة خبيثة لتوظيف حركة حماس، كأداة تنفيذية بيد إسرائيل، لإنجاح وتمرير ما يسمى بصفقة القرن المشؤومة.
وأوضح المحمود في تصريحات صحفية بأن التبرع القطري بمبلغ 15 مليون دولار لسداد رواتب موظفي حماس (لستة أشهر)، وتوفير (السولار) لمحطة توليد الكهرباء في القطاع، ذر للرماد على العيون، وتغطية خبيثة للأهداف القطرية الحقيقية، الموازية لأهداف إسرائيل، وقوى الاستكبار العالمي.
كما أكد ضرورة أن يكون هنالك موقف واضح وحازم، من قبل الرئاسة الفلسطينية، قبالة العبث القطري المستمر في الشأن الداخلي الفلسطيني، فالشعب الفلسطيني تحديداً، واع لأجندات النظام القطري، وإن مواكب الشهداء لن تتوقف، حتى تحقق عدالة القضية، وفقاً للمواثيق والعهود الدولية، بعيداً عن أجندات الدوحة ومزايداتها.
من جانبه، أوضح المحلل السياسي كمال الذيب أن التدخل القطري على خط الأزمات العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، غالباً ما يؤول لمزيد من التصعيد بدل التهدئة.
وأضاف الذيب أنه لم يعد خافياً على أحد أن دبلوماسية دفتر الشيكات هي التي مكنت قطر من عقد تحالفات مع حركات الإسلام السياسي، وفي مقدمتها حركة حماس الفلسطينية، على حساب السلطة الفلسطينية الشرعية التي يفترض أن تتعامل معها باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وفقاً لمقررات جامعة الدول العربية.
وأضاف: الدوحة لا تزال متمرغة في استغلال القضية الفلسطينية، وتوظفيها سياسياً، من خلال اختزالها في حماس التي تعتبرها الرمز والعنوان، ومن خلال تعزيز العلاقات مع إسرائيل والتطبيع معها كهدف ومنتهى، مردفا أن توظيف جماعات الإسلام السياسي التي وجدت ملاذاً آمناً في الدوحة، وجعلها ورقة ضغط، وترسانة الأدوار السلبية التي لعبتها قطر ضد أمن واستقرار عدد من دول المنطقة، هو جوهر الخلاف معها.
ومن جانبه، قال المحلل السياسي سعد راشد إن العلاقات القطرية مع حماس قد تسببت في العديد من التوترات والانقسامات في فلسطين وعطلت الجهود الدولية والعربية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث زودت قطر حركة حماس بالأسلحة والأموال في ظل صمت إسرائيلي محير لهذا الدعم.
وأوضح راشد أن دعم النظام القطري كان هدفه خلق انقسام داخل السلطة الفلسطينية مما يؤثر على مسار الجهود الدولية في حل الملف الفلسطيني، وخاصة أن هناك تقارير تؤكد أن ما يقوم به النظام القطري في دعم حماس يأتي في إطار مخطط لجعل الانقسام يستمر في الأراضي الفلسطينية.