لا يمر يوم إلا وتنكشف فيه أدلة جديدة على تورط العصابة القطرية وأذنابها في رعاية الإرهاب وتمويل المتطرفين والجماعات المتشددة، حتى باتت إمارة الحمدين ماركة مسجلة في عالم نشر الخراب والدمار بدول العالم.
الدليل الجديد الذي تكشف المستور عنه، هو مزرعة وزير الداخلية ووزير الشؤون الدينية والأوقاف القطري عبد الله بن خالد آل ثاني المدرج على قوائم الإرهاب الأميركية والرباعية العربية لمكافحة الإرهاب، وأحد أقطاب الأسرة الحاكمة، والصديق المقرب لأمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني.
اسم المزرعة "الوعب" وتقع في شمال قطر تحديدا في منطقة "الغويرية"، وهي أكبر مزارع قطر، والتي تمتد على مساحة تقدر بـ18 كيلومترا مربعا، وكانت بدأت مزرعة الحيوانات "الوعب" كمشروع استثماري منذ العام 1998.
مالك مزرعة "الوعب" عبد الله بن خالد آل ثاني، حول إدارته للمزرعة منذ مطلع التسعينات، بدلا من الحيوانات والطيور، لتجمع بشري من جنسيات مختلفة وخاصة من الأفغان العرب، لتكون قبلة لـ"الأصوليين والمتطرفين".
ووفقاً لتقرير تابع لوزارة الخزانة الأميركية، فقد استضاف عبد الله بن خليفة آل ثاني في مزرعة الحيوانات "الوعب"، 100 من المتطرفين من تنظيم القاعدة الإرهابي.
وبحسب "روبرت بير" ضابط الاستخبارات الأميركي سابقاً، نقلاً عن مسؤول قطري سابق، فقد أدار خالد شيخ محمد خلية لتنظيم القاعدة مع شوقي الإسلامبولي في قطر.
وكان من بين ضيوف مزرعة "الوعب" القطرية، زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن نفسه، الذي حل ضيفا على مالك المزرعة، عبد الله بن خالد آل ثاني مرتين ما بين العام 1996-2000، وفقا لما أذاعته قناة ABC NEWS الإخبارية في 2 يوليو 2003، وتقارير استخباراتية تم تسريبها.
وبحسب ما ورد من تقارير للاستخبارات الأميركية كان من بين ضيوف وسكان "المزرعة" أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة الحالي، ومحمد عاطف، المعروف باسم "أبو حفص المصري"، القائد العسكري لتنظيم القاعدة، وصهر أسامة بن لادن، والذي قتل في غارة جوية في 2016 بالقرب من العاصمة الأفغانية كابول.
استقر مسؤول العمليات لتنظيم القاعدة "خالد شيخ" بقطر منذ العام 1992 وحتى العام 1996، بدعوة من عبد الله بن خالد آل ثاني، أثناء توليه منصب وزير الشؤون الدينية في قطر، وبقي ضيفاً ورفيقاً لوزير الشؤون الدينية طوال تلك السنوات وما تلاها، و"عاملاً" في مزرعة الحيوانات "الوعب"، التي يمتلكها آل ثاني منذ ذلك الوقت، مع منحه وظيفة "صورية" أخرى كمهندس مشاريع حكومية في مصلحة المياه والكهرباء.
وفي غضون إقامة رئيس اللجنة العسكرية لتنظيم القاعدة في مزرعة وزير الشؤون الدينية القطري، لم تقتصر مهام خالد شيخ، كما سيتضح من خلال نتائج لجنة أحداث 11 سبتمبر، على زراعة الملفوف وتربية البط، وإنما كان في واقع الأمر يشرف على قادة القاعدة الكبار الذين قادوا هجمات القاعدة على مصالح الولايات المتحدة والعمليات الإرهابية التي وقعت في السعودية.
من جانبه، قال "روبرت بيير"، ضابط الاستخبارات السابق والكاتب السايسي في صحيفة "التايمز" و"وول ستريت جرنال" و"واشنطن بوست"، والمحلل الأمني لـقناة "سي إن إن"، في كتابه "النوم مع الشيطان": "أدار رئيس اللجنة العسكرية لتنظيم القاعدة خالد شيخ محمد خلية للقاعدة في قطر مع محمد الإسلامبولي (شقيق خالد الإسلامبولي قاتل السادات، والمقيم حالياً في تركيا)، وكان على علاقة برمزي يوسف مدبر تفجير مركز التجارة العالمي في 1993 ويخططوا لاختطاف طائرات تجارية (عملية إرهابية لتفجير الطائرات في سماء الولايات المتحدة عرفت بعملية بوجينكا)".
وخلال إقامة خالد شيخ محمد في مزرعة الوعب بحدود العام 1995، سافر إلى البوسنة لدعم عناصر تنظيم القاعدة وتقديم الدعم المالي لهم، والذي تكفل بنفقات رحلته وزير الداخلية والأوقاف القطري عبد الله بن خالد آل ثاني، قبل أن يعود إلى قطر، ويسافر مرة أخرى إلى مانيلا بالفلبين، وبحسب ما ثبت لدى المحققين من أن "خالد شيخ محمد" كان يزور مرارا شقة "رمزي يوسف" في مانيلا، حيث كانت القنابل الخاصة بمؤامرة بوجينكا.
عمد مكتب التحقيقات الفيدرالي في العام 1996 إلى توجيه تهم رسمية لخالد شيخ محمد، بضلوعه في العمليات الإرهابية منذ العام 1993، تمهيداً للقبض عليه من مكان إقامته في "مزرعة الوعب" بقطر، إلا أنه سرعان ما تم تهريب خالد شيخ إلى أفغانستان بتسهيلات منحها عبد الله بن خالد آل ثاني.
ونشر "ريتشارد كلارك" المنسق الوطني للأمن ومكافحة الإرهاب بإدارتي الرئيسين الأميركيين كلينتون وبوش، مقالاً في صحيفة "نيويورك ديلي نيوز"، تحدث فيه عما وصفه بإيواء قطر واحداً من أخطر الإرهابيين في العالم، وحمايته وحرمان أجهزة الأمن الأميركية من القبض عليه.
وقال المسؤول الأميركي: "الحقيقة الواضحة أن قطر وفرت فعلياً ملاذاً لقادة وجماعات إرهابية، وهذا الأمر ليس جديداً، بل هو مستمر منذ 20 عاماً"، وتابع قائلاً: "أحد أبرز من قدمت لهم الدوحة الحماية هو العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر خالد شيخ محمد".