مسجون بريطاني في قطر: أخشى ألا أرى عائلتي ثانية

ألقت  صحيفة "ديلي ميل" البريطانية الضوء على رجل أعمال بريطاني محكوم عليه بالسجن لمدة 37 عاما في قطر، بسبب شيك مرتجع، حيث أبدى البريطاني خوفه من أنه ربما لن يرى عائلته ثانية أبدًا.

ووفق ما نقلته عنه الصحيفة، فإن جوناثان ناش (48 عاما) يخشى أنه سيموت في السجن بعد الأحكام القاسية الصادرة ضده رغم جرمه الصغير. و"ناش" من مقاطعة باكينجهامشير الواقعة في جنوب شرق إنجلترا، ويتوق لرؤية طفليه ووالدته العجوز جيني ناش، لكنه قال لصديق خلال محادثة هاتفية الأسبوع الماضي: "لست متأكدًا أنني سأخرج أبدًا".

وقوبلت جميع التماسات السجين البريطاني بالرفض حتى الآن، ما دفعه للقول: "أكثر ما يؤلمني أنني ربما لن أرى عائلتي ثانية".

ويقبع ناش في السجن المركزي بالعاصمة القطرية الدوحة منذ 3 سنوات، ويوجد معه 12 سجينًا جميعهم داخل زنزانة واحدة قذرة تعج بالحشرات، ويرقدون على فراش رقيق غير مريح أو على أرض صلبة كالصخر، وفي الصيف يعانون من الحرارة المرتفعة مع شح في مياه الشرب.

وحكم على "ناش" قبل احتفالات الكريسماس العام الماضي غيابيًا بالسجن لمدة 37 عامًا بتهمة الاحتيال.

وذكرت الصحيفة أن شركة "Detained "، المعنيّة بالدفاع عن المواطنين البريطانيين المُحتجزين في الخليج، تولت الدفاع عنه، حيث وصفت الحكم على ناش بالـ"مُجحف" ولا يتناسب مع صِغر القضية، بل يتناسب مع المُتهمين في جرائم العنف. كما  ذكرت أن السلطات القطرية ارتكبت الكثير من الأخطاء القانونية أثناء محاكمته، حتى أنها حرمته من استئناف الحكم.

وكان السيد ناش الرئيس التنفيذي لشركة "توب هاوس"، وهي شركة مقرها في الدوحة، التي تقدم الخدمات الفنية والتجارية والإدارية لصناعة البناء المحلية.

وفي الدولة الشرق أوسطية الغنية بالنفط، من المعتاد كتابة شيكات مسبقة، كضمان للدفع في المستقبل، ومع ذلك، يعتقد السيد ناش أنه كان ضحية لخدعة قذرة، حيث انتشرت الأكاذيب والشائعات عنه، ما دفع العديد من عملائه إلى فقدان الثقة وطلبوا سرعة صرف الشيكات التي  كتبها نيابة عن الشركة.

ونظرًا لوجود نزاع داخلي داخل "توب هاوس"، تم حجب المدفوعات ولأن السيد ناش كتبها بنفسه ، فقد كان مسؤولًا عن حجبها بموجب القانون القطري.

ولم يحصل "ناش" على فرصة الدفاع عن نفسه، وحتى الآن لم يحصل على تمثيل قانوني مناسب أو حتى رؤية الأدلة ضده. من جانبها، حذرت رادها ستيرلينج، المدير التنفيذي لشركة "Detained" من تدهور العلاقات البريطانية القطرية بسبب قضية ناش، حيث قالت: "الرأي العام البريطاني مصدوم من جحافة الحكم، وتسببت المخالفات القانونية الخطيرة في القضية في مخاوف لرجال الأعمال والمُستثمرين البريطانيين من العمل في قطر، فلا يمكن أن يُسجن شخص مدى الحياة بسبب نزاع داخلي في شركة".

وبعد ثلاثة أيام من احتجازه، تفاوض ناش مع بنك المشرق بمنحه 5 ملايين ريال قطري لتغطية الديون، إلا أن الشرطة رفضت أخذ ذلك في الاعتبار.

وبينما كان عالقاً في أحد أقسى السجون في العالم ، قال إنه أُبلغ بأن أصول شركة "توب هاوس" ، بما في ذلك السيارات وأثاث المكاتب، يجري بيعها وأن الأموال اختفت.

من جانبها، قالت ابنته كاتي البالغة من العمر 17 سنة: "لقد غاب والدي عن بعض الأوقات المهمة في حياتي ، على سبيل المثال حفلة تخرجي من المدرسة"، وأضافت: "لم أحتضن والدي منذ أكثر من 3 سنوات - اشتقت إليه كثيراً ، لقد غاب عن جزء كبير من حياتي من خلال عدم وجوده هنا".

كما أن ناش لا يتواصل مع عائلته سوى عن طريق الاتصالات التي ترد إلى إدارة السجن، والتي كثير ما تتعنت وترفض تلقي المكالمات.

أما والدته جيني البالغة من العمر 77 عاما، فتقول: "هذا  أسوأ كابوس بالنسبة للأم ، نحن نعتقد جميعًا أنه لن يحدث أبداً لنا.. إنها صدمة حقيقية أن يحدث ذلك"، وأضافت: احتجاز جوناثان وسجنه جعلنا جميعا نترنح، نحن نشعر بالعجز والقلق الشديد على رفاهيته وسلامته".

كان الرباعي العربي السعودية ومصر والإمارات والبحرين قد قرر منذ يونيو الماضي قطع علاقته مع قطر بسبب تمويلها للإرهاب الذي تسبب في قتل مئات الآلاف من الأبرياء، والتدخل في الشئون الداخلية للدول إضافة إلى الحملة الإعلامية المسعورة التي تشنها على مدار سنوات على الحكومات العربية بهدف زعزعة الاستقرار وخلق مناطق للصراع.

إقرأ أيضًا
ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

خلال الأعوام التالية لـ2008، بات واضحًا تركيز استراتيجية الإخوان على المدن الكبيرة، وخاصة أمستردام وروتردام؛ إذ ركزت الجماعة على الهولنديين الذين اعتنقوا الإسلام والجيل الثالث من المسلمين

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

تاريخ القرضاوي ملء بالفتاوى العدوانية الشاذة ومنها أنه أفتى بالقتال ضد القوات المسلحة والشرطة في مصر ووصف مؤيدي ثورة 30 يونيو بالخوارج