انتقد مركز الخليج لحقوق الإنسان (منظمة حقوقية غير حكومية) قرار السلطات القطرية التعسفي بغلق مركز الدوحة لحرية الإعلام، وإلغاء عقود عمل جميع موظفيه، مطالبا الدوحة السماح لمنظمات المجتمع المدني بالعمل بشكل مستقل
وذكر المركز الحقوقي، في بيان، إنه بتاريخ 16 أبريل 2019، أغلقت السلطات القطرية بشكل تعسفي مركز الدوحة لحرية الإعلام، وبذلك ألغت عقود عمل موظفيها وصحفييها دون إشعار مسبق ودون أي تعويض يتناسب مع عدد سنوات عملهم.
وأوضح البيان أن الموقع الإلكتروني للمركز توقف عن العمل وتصدرته رسالة تقول، " يتقدم جميع العاملين بإدارة مركز الدوحة لحرية الإعلام بالشكر الجزيل لجميع الشركاء و المتابعين إبان فترة العمل و التي امتدت لسنوات عديدة."
وتأسس مركز الدوحة لحرية الإعلام في أكتوبر 2008 وبتمويلٍ كامل من الحكومة القطرية، ما أدى إلى وضع القيود الكبيرة على تغطيته المهنية لانتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة ضد الصحفيين، بحسب البيان، ويشمل ذلك الانتهاكات الموجهة ضد حرية الإعلام في قطر.
وأشار مركز الخليج لحقوق الإنسان إلى أن المركز القطري كان يقوم بنشر التقارير الإعلامية المختلفة التي تتوافق مع الاتجاهات المرسومة له من قبل السلطات العليا والتي حولته بشكلٍ متزايد إلى أداة دعاية للدولة، بدلاً من أن يكون مدافعاً حقيقياً عن الحريات العامة وبضمنها حرية التعبير وحرية الصحافة، في منطقةٍ شهدت هجمة شرسة على الحريات العامة، وكذلك أكبر عددٍ من الصحفيين الذين تم قتلهم ولم تتم محاكمة الجناة في معظم الحالات.
وأعرب مركز الخليج عن اعتقاده أن السلطات في قطر قد أحست بالتهديد حتى من وجود مركز يدعي شكلياً أنه يدافع عن حرية وسائل الإعلام، فأغلقته لتطغى وبشكل مطلق صحافة اللون الواحد في قطر، ولتتم مصادرة الرأي الآخر بشكل كامل.
ودعا البيان السلطات القطري إلى السماح لمنظمات المجتمع المدني بالعمل بشكل مستقل. كما حثها على أن تضمن في جميع الظروف قدرة المدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين على القيام بعملهم المشروع في مجال حقوق الإنسان، دون خوف من الانتقام، ودون أي قيود، بما في ذلك المضايقة القضائية.
وطالب المركز -رغم تحفظاته العديدة حول استقلالية مركز الدوحة لحرية الإعلام- السلطات في قطر بضمان حصول جميع الموظفين، بمن فيهم الصحفيين، على تعويضات كافية لفقدان وظائفهم. أن معظمهم من الأجانب وبعضهم لديه أسر لديها أطفال في المدرسة. سيكون عليهم مغادرة البلاد ان لم توجد فرص عمل أخرى.
