يعد "ميدان" من أكثر مواقع شبكة الجزيرة قرباً من مواضيع الشباب الراهنة، غير أنّه يسعي لتوظيف مواد الدعاية السياسية في قوالب متناثرة ومختلفة، ودسّها بين المحتويات العلمية والتاريخية، كغيره من المنصات الإعلامية الجديدة المقربة من قطر، فلن يصعب على المتصفح كشف أن الإصرار على ترويج الالتزام بـ"الموضوعية والحياد" مجرد شعار برّاق لأهداف سياسية مبيتة.
تناول الموضوعات السياسية وكيفية طرحها وتقديمها في الموقع؛ تتركز على النزاع في الأزمة الخليجية على وجه التحديد، ومثل العديد من شبكات وأذرع القناة الأم (الجزيرة)، فإنّ شيطنة الدول والأفراد المستهدفين في التقارير والمواد السياسية هي الهدف النهائي والموضوع مسبقاً.
ويمكن الإشارة، إلى أن أبواباً؛ كالسياسة والاقتصاد والمجتمع، تقع جميعها تحت عنوانٍ رئيسي من عناوين موقع ميدان، هو "واقع"، الذي تندرج تحته تقارير ومواد، لا ينتمي العديد منها سوى إلى الواقع الذي يتم إعداده، ليخدم الهجوم على الدول التي تختلف مع سياسات دولة قطر، حتى لو تطلب الأمر تزوير هذا الواقع.
لكن آليات الخطاب، وأسلوب كتابة بعض التقارير، وكذلك اختيار الترجمة وكيفية توظيفها وعرضها، يأتي كله في إطار جعل "السياسة" وفهمها، يقومان على مقارباتٍ انفعالية تحاول القول إنّ أي مشروعٍ محكوم عليه بالفشل، ما دام أصحابه لا يمثّلون سياسات دولة قطر ومصالحها.
إنّ التغذي على أحكام القيمة، وتأجيج "العنف"، من خلال الشيطنة الممنهجة، يتبدّى واضحاً في ثنايا الموقع، وينسحب هذا التأثير على المواد الفلسفية والثقافية المطروحة، فلا تكاد أي مادةٍ سياسية تسلم منها؛ بل وإنّها تعمل على تبرير سياسات الدول الحليفة لدولة قطر، مثل؛ تركيا، وإنكار دور الدول العربية.
بدو أنّ الترويج لسياسات قطر عبر التربع على عرش "المواقع الإخبارية"، لا يمر إلا من باب سياسات قناة الجزيرة وأذرعها الإعلامية كموقع ميدان، المتمثل بمهاجمة أي مشروعٍ ثقافي أو ديني أو علمي لدى الآخر الذي لا يتفق مع السياسات القطرية.