وبال على قطر وأذنابها.. سيناريوهات إدراج "الإخوان" على لائحة الإرهاب الأمريكية

  • cc167e9e-54c7-469e-816f-4582ce7cc92e

أثار إعلان الولايات المتحدة سعيها لتصنيف جماعة الإخوان تنظيما إرهابيا، حالة من القلق والترقب لدى نظام الحمدين الممول الرئيسي للتنظيم الإرهابي وجمعياته ومؤسساته في العالم، إضافة إلى حلفائه، خاصة أنه قد يتسبب في انهيار جماعي لمشروعات قطر المشبوهة في العديد من الدول، خاصة التي يسيطر أذنابها على الحكم فيها.

وتعيش الدوحة صمتا مريبا بشأن سعي الولايات المتحدة الأمريكية تصنيف جماعة الإخوان، منظمة إرهابية، لكن ربما تسعى الإمارة الصغيرة في الخفاء لتحريك جماعات الضغط والدمى التابعة لها في واشنطن، لإثناء إدارة الرئيس ترامب عن اتخاذ مثل هذا الإجراء، الذي سيتسبب في كوارث عديدة لنظام الحمدين.

وحال إدراج إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جماعة الإخوان على لائحة التنظيمات الإرهابية، فإن اتخاذ القرار سيكون بمثابة المسمار الأخير ليس في نعش تنظيم الإخوان الإرهابي فحسب، ولكن في نعش جميع الأنظمة التي تمول وتشجع وتسلح ويأتي الإرهاب والإرهابيون إلى أراضيها، وفي مقدمتها النظام القطري وأيضا تركيا.

وحركة الإخوان المسلمين التي تعود نشأتها إلى عام 1928 في مصر، مدرجة بالفعل على قوائم الإرهاب في مصر وعدد من الدول العربية، لكن في ظل التصنيف المرتقب للإخوان من قبل أمريكا، تتزايد التساؤلات عن السيناريوهات المتوقعة والتأثيرات، خاصة في ظل سيطرة الجماعة من خلال أحزاب تابعة لها على سلطة الحكم في بعض الدول.

وفي مصر، أكد عضو مجلس النواب، ورئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس الدكتور عبد الرحيم علي، أن العالم كله أصبح على وعي وإدراك كاملين بأن جماعة الإخوان الإرهابية كانت تتخذ من الدين الإسلامي، ستارا للوصول إلى مآربها الخبيثة لنشر الإرهاب وتكفير جميع دول العالم للسيطرة على السياسة الدولية.

وأشار علي إلى أن مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، نجحت بكل كفاءة في كشف الوجه القبيح لجماعة الإخوان الإرهابية والتي لا تعرف إلا لغة القتل والدمار والخراب وتفتيت وتمزيق الدول، بتمويل من نظام الحمدين القطري.

ورحب الدكتور عبدالرحيم علي بما صدر عن البيت الأبيض، بشأن السعي نحو استصدار قرار بحظر تنظيم الإخوان واعتباره إرهابيا، مشيرا إلى أن هذه الخطوة من الإدارة الأمريكية رغم تأخرها بمثابة ضربة قاضية لجماعة الإخوان الإرهابية، وأنها سوف تشجع العديد من دول العالم على اتخاذ نفس الخطوة. وطالب الإدارة الأمريكية الإسراع في اتخاذ قرار بحظر التنظيم.

وفي تونس تمثل حركة النهضة، التي شاركت في كتابة دستور 2014، وحصدت الكثير من المقاعد في البرلمان الحالي أحد أذرع التنظيم الدولي للإخوان ونظام قطر، لكن أعضائها ينفون باستمرار تبعيتها لتيار الإخوان المسلمين، مدعين أنما تمثل تيار الإسلام السياسي الديمقراطي.

ويقول عماد الخميري، عضو البرلمان التونسي، والمتحدث باسم حركة النهضة، إن القرار لن يؤثر على تونس، نظرا لعدم وجود تيارات يمكن تصنيفها بأنها تابعة لجماعة "الإخوان المسلمون".

حديث الخميري حمل تنصلا من تبعيته للإخوان، رغم أن رئيس الحركة راشد الغنوشي، يعد عضوا فاعلا في ما يعرف بـ"الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" الذي أسسه يوسف القرضاوي، الأب الروحي للتنظيم، والمقيم في قطر، كما يعد أيضا عضوا بمكتب الإرشاد العام العالمي لجماعة الإخوان المسلمين.

ومن المعروف أن عضوية الاتحاد العالمي المزعوم، لا تعطى إلا لمن نشأ على فكر الإخوان، لذا فإن حقائق صلة الحركة التونسية بالتنظيم الدولي للإخوان، تفند مزاعم الخميري، الذي زعم أن النهضة غير تابعة لجماعة "الإخوان المسلمون"، وأنها تونسية المنشأ، متذرعا بأن حزبها يستمد وجوده من الدستور التونسي، وأنهم كانوا طرفا أساسيا في كتابته، وكذلك تستمد وجودها من القوانين المنظمة للأحزاب التونسية.

واستطرد الخميري قائلا إن "بعض التجارب للإسلام السياسي يمكن الإشادة بها في تركيا والمغرب وتونس، وأنها أشبه للديمقراطية المتعلقة بالمسيحية في البلدان الغربية، وأن محاولات وضع الجميع في سلة واحدة سيضرب عملية بناء الديمقراطية في العالم العربي والإسلامي".

وعن موقف الإخوان في المغرب من القرار الأمريكي المحتمل، سار عبد العزيز أفتاتي، عضو الأمانة العامة لحزب "العدالة والتنمية" الإخواني في المغرب، على درب سابقه التونسي، معتبرا أن مثل هذا القرار الذي تسعى له الإدارة الأمريكية لن يؤثر على وضع الحزب في المغرب.

ويرى أفتاتي أن القرار لن يؤثر على حزب العدالة والتنمية ولا على الشارع المغربي، خاصة أن المغرب له سيادته، ولا يتأثر بمثل هذه المساعي التي تقوم بها الإدارة الأمريكية، والتي وصفها بأنها ناتجة عن "ابتزازات بعض الأنظمة الأخرى".

وأضاف أن القرار لن يؤثر على أي من الدول العربية، كما أنه لن يؤثر على العلاقات الدولية كونها قائمة على احترام السيادة.

وعن موقف الإخوان في تركيا من المساعي الأمريكية، يقول رسول طوسون، نائب البرلمان التركي السابق، إن المساعي الأمريكية تجاه هذا الأمر لا تتأتى من إملاءات خارجية، وأن "الإمبريالية الغربية" تتخوف من الحركات المحلية.

وأضاف، في تصريحات أن حركة  "الإخوان المسلمون" هي جماعة محلية، تثير تخوفات الإمبريالية الغربية، خاصة أنها وصلت إلى سدة الحكم في عدد من الدول العربية، وتتصاعد في الدول الأخرى.

وأوضح أن "التخوفات الأمريكية تأتي من ظنها أن وصول الحركات المحلية يهددها، ويهدد إسرائيل، لذلك هي تسعى إلى عدم وصولهم للحكم وسيطرتهم في الدول العربية، وأن ذلك يؤثر على العملية الديمقراطية في العالم أجمع"، حسب قوله.

وشدد على أن مثل هذا القرار سيزيد العلاقات التركية الأمريكية توترا، خاصة أنها متوترة في بعض الجوانب، إلا أنها متوافقة في جوانب أخرى، وهو ما تسعى الدولتان للحفاظ عليه.

يذكر أن تركيا تأوي عددا كبير من أعضاء جماعة الإخوان، لا سيما مطاريد الإخوان الذين هربوا من مصر، عقب سقوط نظام المعزول محمد مرسي في 2013، حيث وفر لهم العلج التركي إردوغان المأوى والعمل، كما فتح لهم العديد من الأبواق الإعلامية بالتنسيق مع نظام تميم لمهاجمة مصر والسعودية والإمارات.

الكاتب السعودي جميل الذيابي رئيس تحرير جريدة عكاظ السعودية، كان له رأي معاكس عما سبق، مشيرا إلى أن القرار الإدارة الأمريكية المحتمل بإدراج الإخوان ضمن الكيانات الإرهابية، سيكون له الانعكاسات والتأثيرات على كل من تركيا وقطر وتونس.

وأضاف الذيابي في تصريحات صحافية "القرار سيؤثر بشكل كبير على قطر، خاصة أنها الممول لكل أعمال ونشاطات جماعة الإخوان المسلمين في العالم، وأن قيادات التنظيم في قطر وتركيا، كما في تونس تمثلهم جماعة النهضة".

وأوضح أن القرار اقترب من الحسم، متمنيا أن يصدر قريبا، وألا تطيل الإجراءات الخاصة بإدراج الجماعة على قوائم الإرهاب، مطالبا بأن تعمل الدول العربية على اتخاذ مواقف جادة تجاه الجماعة التي استغلت مناخ الحرية وفرخت الأجيال التي تبث الحقد والكراهية ونشر ثقافة التكفير، وأن يتخذ الاتحاد الأوروبي خطوات على هذا النحو، بحسب نص قوله.

وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي ترامب يتخذ القرارات وينفذها بالفعل، كما حصل في الانسحاب من الاتفاق مع إيران، وأن القرار الخاص بإدراج الجماعة سيعمل الرئيس الأمريكي على تفعيله بما يتناسب معه تجاه كل الدول التي تأوي تلك الجماعات، بحسب قوله.

محمد مجاهد الزيات مدير المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، يؤكد أن هناك كيانات أخرى تابعة لجماعة الإخوان سواء في مصر أو التنظيم الدولي، ستتعرض لملاحقات قانونية لو صدر قرار الرئيس الأمريكي، مضيفا أن الإخوان ووفق إحصائية رسمية يمتلكون 258 جمعية خيرية ودعوية في أوروبا فقط ومعظمها تضخ فيها الأموال القطرية، مهمتها تقديم خدمات للمسلمين في أوروبا، ومن ثم يمكنهم تجنيد المزيد من الأتباع والأنصار وهو ما فطنت له السلطات الفرنسية والنمساوية مؤخرا، وطالبتا بفرض رقابة واسعة على كافة الجمعيات والمراكز التابعة لجماعة الإخوان في أوروبا.

وقال الزيات إن الجماعة تمتلك كيانات في أوروبا لاستقطاب الشباب وعلى رأسها اتحاد الشباب الإسلامي ويوجد كيان مماثل له في تركيا كان يعمل فيه أحمد عبد العاطي مدير مكتب الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، متوقعا أن كل هذه الكيانات سيتم إغلاقها فور صدور القرار، ولا يمكن التعامل معها مستقبلاً مع مصادرة أموالها ومقارها ووقف كل أنشطتها.

أما سامح عيد، القيادي السابق بجماعة الإخوان في مصر والباحث في تاريخ جماعات الإسلام السياسي، فيشير إلى أن جماعة الإخوان معروفة تنظيميا بوجود 3 هياكل فيها، الأول هو مكتب الإرشاد ويتولى شؤون الجماعة في مصر، وكان يتكون من 17 عضوا على رأسهم المرشد العام محمد بديع، وأغلب هؤلاء يقبعون الآن في السجون في المصرية، بينما هرب منهم محمود حسين ومحمود عزت مع آخرين، والهيكل الثاني هو مكتب الشورى في مصر ويتكون من 105 أعضاء يمثلون المحافظات المختلفة، ثم المكاتب الإدارية للمحافظات ويتكون كل مكتب من 10 إلى 15 عضوا.

وأضاف: أما في الخارج فهناك التنظيم الدولي للإخوان ومقره بريطانيا ويقوده إبراهيم منير، ويتولى مهام وشؤون فروع التنظيم في الدول المختلفة، ويخضع لتوجيهات المرشد العام في مصر، ثم مجلس الشورى العالمي لجماعة الإخوان ويضم 30 عضواً، ويضم ممثلين من بعض دول العالم ومراقبي الجماعة في الدول المختلفة. ومرشد الجماعة في باقي دول العالم مثل السودان والأردن وليبيا وموريتانيا وسوريا وغيرها يسمى المراقب العام ويشارك في هذا المجلس يوسف القرضاوي.

وأوضح أن هؤلاء الشخصيات معروفة بانتمائها التام لجماعة الإخوان، ولها صفة رسمية في التنظيم، بالتالي إذا ما صدر القرار الأميركي، فسيسري عليهم الحرمان من التنقل والسفر، وقد ترفض الدول المختلفة استقبالهم، مشيراً إلى أن القرار ربما سيقتصر على جماعة الإخوان في مصر لسابق تقديم أدلة ووثائق تؤكد تورطها في عمليات العنف والإرهاب والتخريب وحرق الكنائس والاغتيالات، دون أن يمتد ليشمل فروع الجماعة في باقي دول العالم.

وأكدت تقارير استخباراتية وتحليلية غربية في أكثر من مناسبة، احتضان قطر لمؤتمرات ومنتديات الإخوان المسلمين، حيث تستقبل رموزهم وتمد التيار العالمي بمختلف أنواع الدعم الإعلامي والسياسي والمادي تعلن باقي دول المنطقة عن اعتقالات دورية تطال عناصر الجماعة على خلفية تهم تصب جميعها في تهديد الأمن والاستقرار و"التآمر من أجل إسقاط أنظمة الحكم".

والدعم القطري للإخوان دعم مفتوح، يقضي بمصاحبة الإخوان إلى حين الفوز في الانتخابات داخل البلدان التي تعتمد صناديق الاقتراع قاعدة للتداول على الحكم، أو دعمهم بالسلاح في البلدان التي يقتضي تغيير الأنظمة فيها عملا عسكريا حاسما كما حدث في ليبيا ويحدث في سوريا.

وما لبثت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن أعلنت عزمها تصنيف جماعة الإخوان منظمة إرهابية، حتى خرجت الردود التركية والإيرانية، التي جاءت من قلب العاصمة القطرية، تندب وتعترض، في تأكيد ضمني على أن القرار يمس مشروعها، ويعكس دعمها للجماعات الإرهابية.

وفي حال تم تصنيف الإخوان جماعة إرهابية فإن ذلك سيجعلها هدفا للعقوبات والقيود الأمريكية على الفور، بما فيها حظر السفر وقيود قانونية، ويحظر على المواطنين الأمريكيين تمويل أي أنشطة للجماعة، سواء داخل أو خارج الولايات المتحدة، وعلى الفور كذلك يحظر على البنوك أي معاملات مالية لها، فضلا عن منع من يرتبطون بالإخوان من دخول الولايات المتحدة.

وسيؤثر ذلك بدوره على مشاركة عدد من قادة جماعة الإخوان في الخارج في فعاليات دورية تشهدها واشنطن وتنظمها مؤسسات بحثية فيما يعرف بـ"المسار الثاني"، حيث تعقد اجتماعات بين أطراف سياسية متنافرة للتباحث في مستقبل المنطقة بعيدا عن الأضواء وخلف أبواب مغلقة.

إقرأ أيضًا
ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

خلال الأعوام التالية لـ2008، بات واضحًا تركيز استراتيجية الإخوان على المدن الكبيرة، وخاصة أمستردام وروتردام؛ إذ ركزت الجماعة على الهولنديين الذين اعتنقوا الإسلام والجيل الثالث من المسلمين

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

تاريخ القرضاوي ملء بالفتاوى العدوانية الشاذة ومنها أنه أفتى بالقتال ضد القوات المسلحة والشرطة في مصر ووصف مؤيدي ثورة 30 يونيو بالخوارج