لم يعد خافيا على أحد مدى التقارب الشديد بين قطر وإسرائيل منذ المقاطعة العربية لها في يونيو الماضي، حيث قال مسؤول إسرائيلي نسق مع قطر بشأن مساعدات للفلسطينيين يوم الجمعة، إن "قطر في محنة، تقاطعهم أغلب الدول في العالم العربي لأنهم يتقاربون أكثر من اللازم مع الإرهاب، مع حماس، مع كل أنواع الوقائع التي تقترب من التخريب".
وأضاف وزير التعاون الإقليمي الصهيوني تساحي هنجبي: "أن الدوحة حاولت منع وصول تمويل لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)"، لكنه اتهم الدوحة في الوقت نفسه بمواصلة التودد للحركة.
وأعلنت قطر، التي تواجه مقاطعة من أربع دول عربية (السعودية ومصر والإمارات والبحرين)، عن اتصالاتها مع إسرائيل فيما بدا كمحاولة لخطب ود واشنطن وإضعاف تعاطف الرئيس دونالد ترامب مع مقاطعة الدول العربية الأربع للدوحة. كما تودد القطريون لعدد من زعماء اليهود الأمريكيين الذين يعتبرون مقربين من إسرائيل.
وتقول قطر إن موافقة إسرائيل على تمويل يبلغ نحو 800 مليون دولار موجه للإغاثة المدنية في قطاع غزة تدحض الشبهات بأنها تدعم حماس التي تسيطر فعليا على القطاع.
وقال السفير القطري محمد العمادي لرويترز في مقابلة بالقدس في 22 فبراير بعد أن اجتمع مع وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي ”إذا كنا نساعد حماس فهل تعتقد أن الإسرائيليين سيسمحون لنا بالدخول والخروج؟ هذا مستحيل. هم يعلمون أننا لا نساعد حماس“.
وأكد وزير التعاون الإقليمي الصهيوني عقد ذلك الاجتماع ووصفه بأنه يأتي في إطار محاولة ”لتوسيع آفاقنا الدبلوماسية مع دول الشرق الأوسط التي لا يمكنها إقامة علاقة معلنة بنا لأسباب عملية ورسمية“.
وقال لراديو في تل أبيب إن القطريين "يسعون بجد لضمان ألا ينتهي المطاف بمساعداتهم لتعزيز قوة حماس"، وأضاف "نعلم هذا، ونشرف عليه، ونوافق عليه، لأن ما يفعلونه حقا هو البناء.. بناء أحياء".