فضح موقع نيوز الاسترالي، الانتهاكات القطرية التي وقعت ضد أحد الرعايا الأستراليين، وذلك بعد احتجازه في مدينة براغ عاصمة جمهورية التشيك، وتهديده بالترحيل لقطر لعجزه عن سداد ديون بطاقة ائتمانية.
واحتُجز مواطن أسترالي-بريطاني في براغ ويواجه طلبًا من قطرب تسليمه إليها بسبب عجزه عن سداد ديون بطاقته الائتمانية، حسبما زعم أحد أبرز المدافعين عن حقوق السجناء.
وأشار الموقع إلى أنه في يونيو الماضي، تم إيقاف آلان ستيفنسون في مطار براغ بينما كان في طريقه إلى بريطانيا لزيارة والدته المريضة، وجرى احتجازه رهن الحبس الاحتياطي في سجن بانكراك في براغ، وفقًا لما ذكرته أحدى المنظمات الحقوقية.
جاء ذلك بعد أن انتقل ستيفنسون، وهو من مواليد مانشستر وعاش أيضًا في برث وسيدني، إلى قطر في عام 2012 للعمل مديرًا لتكنولوجيا المعلومات.
في ذلك الوقت، فتح ستيفنسون حسابًا مصرفيًا في قطر، واستخرج بطاقة ائتمان، وتعيّن عليه تقديم شيك على بياض كضمان مقابل بطاقته الائتمانية في حالة تخلف عن سداد ديونه، وفقًا لما ذكرته أحدى المنظمات الحقوقية.
غير أنه بعد أن واجه ستيفنسون صعوبات مالية، من بينها الطلاق ومرض والدته، اضطر للعودة إلى وطنه. وبحسب ما ورد، حاول ستيفنسون التفاوض على خطة للسداد، لكن البنك صرف الشيك لتغطية القروض. وعندما رُفض الشيك، أدين ستيفنسون غيابيا مما أفضى إلى إصدار منظمة الشرطة الجنائية الدولية (الإنتربول) نشرة حمراء بحقه.
ومن الوثائق التي اطلع عليها الموقع الأسترالي، كان مذكرة لاعتقال آلان ستيفنسون سواء في قطر أو خارجها، ووقع عليها محمد راشد البنعلي، رئيس نيابة التعاون الدولي.
وفي الوقت الحالي، تتفاوض المحامية الحقوقية رادها ستيرلينغ، مع السلطات القطرية بشأن مصير ستيفنسون.
وافادت ستيرلينغ إن قطر أصبحت "أكبر منتهكي"نظام الإنتربول، إذ تستخدم الإنتربول بصورة اعتيادية كوكالة لتحصيل الديون".
أضافت: "إنه لأمر مهين ومشين أن يُعقتل آلان في براغ ويواجه إمكانية تسليمه لقطر.. إنه محتجز في ظروف مزرية في سجن قديم، بسبب ديون كان بصدد التفاوض بشأنها".
وتابعت: "إذا كان الإنتربول سيواصل السماح بإساءة استخدام نظامه، فسيتعين على الحكومات في جميع أنحاء العالم أن تتوقف عن التعامل مع نشرات الإنتربول على أنها ذات مصداقية إذا كانت الدول التي تقدمت بطلب إصدارها من منطقة الخليج، وذلك حتى تضمن عدم الاعتداء على الأبرياء من أمثال آلان".
ويشير الموقع إلى أن المنظمة الحقوقية تؤكد أن ستيفنسون فقد أكثر من 10 كيلوغرام في السجن ويتعرض لأوضاع شديدة القسوة.
كما حذرت ستيرلينغ قائلة: "رغم سوء الأوضاع التي يعيشها آلان الآن؛ إذ يُتجز في زنزانة مكتظة مع سجناء آخرين حيث يختلط بأشخاص متهمين بارتكاب جرائم عنيفة، ولا يتاح له استخدام الهاتف إلا بصورة محدودة للغاية، ويقضي خارج زنزانته ساعة واحدة فقط في اليوم، لكن إذا تم تسليمه إلى قطر، فقد يواجه وضعا أسوأ من هذا بكثير".
ومن المقرر أن تقدم ستيرلينغ شهادة خبير للمحاكم التشيكية، وأُبلغت أن الإجراءات القضائية قد تستغرق أكثر من عام، ومن غير المرجح أن يخرج بكفالة.
وقالت جينيفر سمول، شقيقة ستيفنسون، إن أسرتهم قلقة بشأن ما قد يحدث له.
وصرحت: "آلان هو أخي الوحيد، ووالدتنا مريضة، ونحن قلقون بشأن ما يعانيه، وما قد يحدث له لاحقًا". وأضافت: "لا أستطيع أن أصدق أنه يمكن معاملة شخص ما كمجرم هارب بينما نحن في عام 2019 بسبب تأخره عن سداد ديون البطاقة الائتمانية! نحن فقط نريده حرًا وآمنًا، يقضي عقوبة في ذلك السجن دون سبب؛ إنه أمر مفجع".
في السياق نفسه، قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية وشؤون الكومنولث: "نحن نقدم الدعم لمواطن بريطاني وأسرته بعد اعتقاله في براغ، ونحن على اتصال بالسلطات التشيكية". كما أشارت وزارة الخارجية والتجارة الأسترالية إلى أنها تقدم المساعدة القنصلية لمواطن أسترالي محتجز في جمهورية التشيك.
وقالت متحدثة باسم الوزارة: "نظرًا لالتزامنا باحترام الخصوصية، لن ندلي بمزيد من التعليقات".