القرضاوي.. شيخ الفتنة

  • Yousef Abdullah Al-Qaradawi

يوسف عبدالله القرضاوي، الاسم الأكثر شهرة في دنيا الفتاوى المتشددة والمتطرفة، عرف بتحريضه على القتل وزعامة الفتنة ونشر الخراب في بلاد العرب، لهدف وحيد هو خدمة المشروع القطري في المنطقة، الذي يتلخص في نشر الخراب وزعزعة الاستقرار وتدمير الأنظمة وتشريد الشعوب، فكان من الطبيعي أن يأتي اسم القرضاوي على رأس القائمة التي أعلنتها السعودية ومصر والإمارات والبحرين لتصنيف 59 شخصا و12 كيانا في قوائم الإرهاب المحظورة في الدول الأربع.

يلعب القرضاوي دور الذراع الفقهية للدوحة بإخراج فتاوى تتوافق مع مصالحها وتدعيم جماعته الإرهابية، يؤيد الثورة المصرية إذا جاءت بالإخوان، ويهاجم المصريين بسبب ثورتهم على الجماعة في 2013، وتارة أخرى يحرض على قتل الأبرياء ويشرعن عمليات التفجير ضد المدنيين العزل. آلة طيعة في يد سادته القطريين، ينفخ في الرماد ليصير نارا، فكان وبحق داعية خراب وغراب شؤم، مجرد ظهوره على فضائيات الإرهاب نذير بكارثة جديدة يروح ضحيتها آلاف الأبرياء، فهو يبيح التفجيرات الانتحارية في سورية حتى لو أدى الأمر إلى سقوط ضحايا من المدنيين الأبرياء، وهو الذي أفتى بإباحة دم الزعيم الليبي معمر القذافي، كما حرض الجنود المصريين ضد قادتهم.

رئيس ما يسمى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والمنظر الشرعي لجماعة الإخوان الإرهابية، أُريق بسبب فتاويه دماء المسلمين أنهارا، واتخذ من الدوحة؛ عاصمة الإرهاب، مقراً لإقامته بعدما حصل على جنسيتها هبة من سادته، وسهلت له الأسرة الحاكمة كل السبل لنشر أفكاره عبر فضائية الجزيرة التي فتحت أبوابها لكل داعية إرهاب، الدور الخبيث الذي اضطلع به القرضاوي دفع دول السعودية ومصر والإمارات والبحرين، وهي الدول التي أعلنت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر إلى إدراج القرضاوي على قائمة الإرهاب. تاريخ أسود

"مفتي الدم"، "داعية الإرهاب"، "مفتي جماعة الإخوان الإرهابية"، كلها ألقاب ليوسف القرضاوي، تؤكد رسوخ قدمه في التحريض على الإرهاب والتطرف، عبر فتاوى وآراء شاذة، وقدرة على المراوغة مستخدماً إما نص قرآني أو حديث نبوي يحرفهما عن الفهم الصحيح خدمة لمصالح مموليه من أسرة آل ثاني.

الداعية الإخواني رُغم كونه في العقد التسعين من عمره إلا أنه لايزال قادرا على ممارسة الأدوار الموضوعة له وتنفيذها بحرفية، فناهض بشكل علني الثورة المصرية في 30 يونيو 2013 كونها أنهت حكم جماعة الإخوان الإرهابية، واستمر في تحريض قوات الجيش والشرطة على عصيان أوامر القيادة العسكرية، كما استمر في تحريض الشعب على القيادة السياسية في البلاد.

المُتابع لفتاوى القرضاوي سيجدها مرتبطة بالأجندة السياسية لقطر، فبينما أفتى في وقت سابق بجواز قتل الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، تغنى بشخصية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي تحول إلى حاكم ديكتاتوري بعدما عدل دستور بلاده ليوسع من صلاحياته على حساب مؤسسات الدولة، ما أشاد به القرضاوي الذي قال إن "إسطنبول هي عاصمة الخلافة الإسلامية" و"أن الله وجبريل والملائكة يقفون إلى جوار أردوغان و يدعمونه". تناقضات فتاوى القرضاوي وصلت كذلك إلى حد جعلته يذهب إلى الدعوة لرجم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حال ثبوت تحريضه لإسرائيل على حرب غزة، كما أفتى بعدم جواز السفر إلى القدس طالما ظلت تحت الاحتلال الإسرائيلي، في حين انتشرت صور للقرضاوي وهو برفقة مجموعة من الحاخامات اليهود. علاقته بقطر وهناك علاقة وثيقة تربط قطر بالقرضاوي، ففي ظل حالة الترقب التي تشهدها قطر داخلياً على خلفية القرارات العقابية الأخيرة، لجأ تميم بن حمد إلى القرضاوي، في محاولة لكسر ذلك الحصار وتخفيف حدة الاحتقان الداخلي، معتمداً على ما للقرضاوي من قدرة على ليّ النصوص الدينية وإصدار فتاوى قد تساعد تميم على تجاوز أزمته.

واستفاد القرضاوي الذي يُقيم في قطر، من الدعم المادي الذي حصل عليه من الأسرة الحاكمة هناك، فضلاً عن استغلاله لفضائية (الجزيرة) في نشر خطابه التحريضي العنيف،  وأشارت تقارير إلى أن ثروة القرضاوي المادية تُقدر بنحو ثلاثة مليارات دولار، قيل إنه جمعها من عطايا وتبرعات وهبات رؤساء الدول الداعمة للإرهاب.

واعتبرت المعارضة القطرية استقبال تميم للقرضاوي ووضع قبلة على جبينه خطوة استفزازية لدول الخليج، في الوقت الذي تطالب فيه دول الخليج أمير قطر بوقف دعم الإرهاب، إذ يعتبر القرضاوي مطلوباً أمنياً من الانتربول الدولي لصالح القاهرة، لتورطه في أعمال عنف. وفي تطور يعكس حجم التداخل بين أسرة القرضاوي والنظام الحكام في قطر، نشر ائتلاف المعارضة القطرية، مستندًا يثبت قيام أمير قطر تميم بن حمد، بتعيين العميد محمد يوسف عبد الله القرضاوي، في منصب نائب لرئيس جهاز أمن الدولة. الحساب الرسمي للشيخة نوف بن أحمد آل ثاني نشر على "تويتر"، مستندًا يحمل توقيع أمير قطر تميم بن حمد بتعيين العميد محمد يوسف عبد الله القرضاوي، نائباً لرئيس جهاز أمن الدولة للأمن الداخلي.

علاقته بمصر

وليس هناك من دليل على تمكن فكر الكراهية من القرضاوي بقدر ما تكشف طبيعة علاقته بمصر بلده الأصلي التي ولد فيها في 9/9/1926، في محافظة الغربية المصرية، وتلقى فيها تعاليمه الدينية، لكنه انقلب على بلده ورد لها الجميل بفتاوى لا أول لها ولا آخر تحض على العنف والقتل والإرهاب، بعدما اعتنق أفكار مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية حسن البنا، وداعية التكفير الأول سيد قطب.

وسافر القرضاوي إلى قطر حيث عمل مديراً للمعهد الديني الثانوي، وبعد استقراره هناك حصل القرضاوي على الجنسية القطرية، ليتولى في عام 1977 تأسيس وعمادة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة قطر، حيث ظل عميداً لها إلى نهاية 1990، كما أصبح مديراً لمركز بحوث السنة والسيرة النبوية في جامعة قطر، كما يتولى حالياً رئاسة ما يسمى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

ونتيجة لفتاويه المحرضة ضد مصر والجيش المصري، صدر ضد القرضاوي حكماً غيابياً من محكمة جنايات القاهرة، في منتصف مايو 2015، بالإعدام بعد اتهامه بالتحريض على أعمال العنف والقتل، وقد أعلن القرضاوي وقتها رفضه تلك الأحكام القضائية.

أشهر الفتاوى  وللقرضاوي جملة من الفتاوى والآراء المثيرة للجدل، ومن بين هذه الآراء الشاذة دفاعه عن الرئيس العراقي الأسبق، صدام حسين، حيث قال إن توقيت قتله كان لا يراعي مشاعر المسلمين، فضلاً عن كون صدام ردد الشهادتين قبل موته، وهي من علامات حسن الخاتمة بحسب قوله.

 ومن الأشياء المثيرة كذلك في مواقف القرضاوي، علاقته بإسرائيل، التي ربطها الكثير من المراقبين أنها تتماهى مع سياسات دولة قطر المنفتحة بقوة على المشروع الإسرائيلي والأمريكي في المنطقة، فبعدما كان القرضاوي يُجيز في وقت سابق العمليات الانتحارية في إسرائيل، تراجع عنها وهو ما اعتبره التلفزيون الإسرائيلي (القناة العاشرة الإسرائيلية) تراجعاً إيجابياً.  القناة العاشرة رأت في تراجع القرضاوي عن فتوى جواز القيام بعمليات انتحارية مؤشراً قوياً على تغيير اتجاه الريح في المنطقة، وأن المعيار الذي تم تحديده حالياً هو فصل القضية الفلسطينية عن العلاقات مع إسرائيل.اللافت أن تقاريرا إعلاميا نُسبت إلى طليقة القرضاوي أسماء بن قادة، أشارت فيها إلى العلاقات القوية التي تربط القرضاوي بإسرائيل، وأنه قام بزيارة إسرائيل ثلاث مرات منذ عام 2010، وأنه حصل على شهادة تقديرية من الكونجرس الأميركي، وهو السر الذي دفع أمير قطر حمد بن خليفة، إلى الإبقاء عليه واستغلاله، وفيما يشبه الاعتراف لم يرد القرضاوي على تصريحات زوجته.

إقرأ أيضًا
ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

خلال الأعوام التالية لـ2008، بات واضحًا تركيز استراتيجية الإخوان على المدن الكبيرة، وخاصة أمستردام وروتردام؛ إذ ركزت الجماعة على الهولنديين الذين اعتنقوا الإسلام والجيل الثالث من المسلمين

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

تاريخ القرضاوي ملء بالفتاوى العدوانية الشاذة ومنها أنه أفتى بالقتال ضد القوات المسلحة والشرطة في مصر ووصف مؤيدي ثورة 30 يونيو بالخوارج