أغلب الليبيين متفقون على أن التدخل القطري في بلادهم ترك جرحا في قلوبهم، وتحولت مواقف وأفعال تميم الابن ومن قبله والده الشيخ حمد بن خليفة، إلى قصص مؤلمة يرويها الليبيون في ليالي السمر، فآخر المخططات القطرية في ليبيا والتي تم الكشف عنها أخيرًا هو سرقة قوات أمنية تتبع الدوحة الأرشيف السري التابع لجهاز المخابرات الليبية.
كما استولى ضباط قطريون ممن كانوا يقومون بأدوار تخريبية في ليبيا على أرشيف مقر إقامة القذافي في باب العزيزية ضمن صفقة عقدوها مع قوى الإسلام السياسي، خاصة الجماعة الإسلامية المقاتلة وجماعة الإخوان المسلمين.
وبحسب مصادر ليبية موثوقة، تحدثت مع "بوابة أفريقيا الجديدة" فإن الأرشيف الخاص بأجهزة المخابرات و الأمن الخارجي الليبية، تم نقلها جوا من مطار معيتيقة إلى الدوحة، بهدف وضع اليد على ما فيها من معلومات، ومنع وصولها إلى أيدي أطراف معادية لقطر، كون القذافي كان يقيم علاقات قوية مع النظام القطري وأنه وحمد بن خليفة كانا يخططان ضد عدد من دول المنطقة، وأن نشر هذه الوثائق سيفضح مخططات حمد ونجله تميم.
إحدى ضابطات الجيش الليبي في عهد العقيد الراحل معمر القذافي، قالت لوسائل إعلام عربية إنها قضت عامين في سجون الميلشيات، وأن ضباط مخابرات قطريين هم من تولوا التحقيق معها بأساليب مذلة، للحصول منها على معلومات شخصية حول القذافي.
وقالت الضابطة التي رفضت التعريف بهويتها لأسباب تهم سلامتها الشخصية، أن مسلحي المليشيات كانوا بعد الإطاحة بنظام القذافي، يأتمرون بأوامر القطريين، وأن ظباط الأمن والمخابرات القادمين من الدوحة كانوا يستعملون كل وسائل التعذيب ضد الليبيين والليبيات من المحسوبين على النظام السابق، في واحدة من أبشع أشكال التشفي، وأن قطريين نقلوا إلى بلادهم الجزء الأكبر من أرشيف المخابرات والأمن الخارجي الليبيين في العهد السابق.
وأشارت إلى أن أغلب المسؤولين السابقين عن ملفات الأمن والمخابرات في عهد القذافي صدر بحق أغلبهم أحكام بالإعدام لمنعهم من فرص الخروج من السجن وسرد مذكراتهم أو كتابتهم كوثائق شاهدة على مرحلة مهمة من تاريخ ليبيا ومن المؤامرات القطرية عليها.
الجدير بالذكر أن الناشطة الليبية في مجال حقوق الإنسان، وعد إبراهيم، كانت أول من أشارت إلى أن ضباط الجيش القطري هم من كانوا يستجوبون المعتقلين في السجون الليبية، وأن الوجود القطري الفج في ليبيا والمدعوم من قبل عبد الحكيم بلحاج والتنظيمات الجهادية هو عامل رئيسي وراء تدهور الأوضاع وفشل بناء الدولة من جديد، وأن قطر متغلغلة داخل مفاصل الدولة خاصة الغرف الأمنية، بمساعدة تنظيم القاعدة وجماعة الإخوان.