15 نوفمبر 2017

أردوغان يتجول بين قوات فرض الحماية وتميم يحتفي بقيامة أرطغرل

في مشاهد تكشف علاقة التبعية الواضحة التي باتت تربط "السيد" الرئيس التركي رجب طيب أردوغان و"التابع" أمير قطر تميم بن حمد، زار الأول الدوحة الأربعاء، كما يزور سلطان عثماني ولاية تابعة، حيث بدا أن أردوغان العائش في أوهام السلطنة، وكأنه صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في قطر، التي فقدت استقلالها السياسي منذ أن فتح تميم العار أبواب الدوحة أمام القوات التركية التي تصول وتجول في بلد صار القطري فيها غريبا.

ففي مشهد يكرس تبعية النظام القطري لنظيره التركي، زار أردوغان، القاعدة العسكرية التركية في قطر في إطار زيارته الرسمية التي يجريها إلى الدوحة، وهي الزيارة التي تأتي كاعتراف بالوضع القائم بوجود قوات تركية تعمل على حماية أمير قطر تميم بن حمد، وتحمي نظامه من أي هبة شعبية، ضد سياسات النظام القطري القائمة على التآمر ضد العرب والارتماء في أحضان إيران وتركيا.

الغريب أن وزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية، وقف في الصف بجوار المسؤولين الأتراك، مستمعا لخطبة الرئيس التركي، الذي أجريت له مراسم استقبال رسمية من قبل قوات بلاده، وكأنه في أنقرة، إذ غاب كل ما يدل على أن القاعدة العسكرية في قطر، فجميع منشآت القاعدة ترفع العلم التركي، فيما يبدو أن العلم القطري منكس أمام هذا الانبطاح الذي يصل إلى حد فقدان النخوة لدى النظام القطري الذي يفتخر بفقدانه السيادة على قطعة من أرض بلاده.

وحرص أردوغان على الاستفادة من التبعية القطرية، في إجبار تميم على توقيع عدد من اتفاقيات التعاون الثنائية بين أنقرة والدوحة، أبرزها اتفاقية "توءمة الموانئ"، ومذكرات تفاهم في المجال المصرفي والسياحي والتدريب القضائي والقانوني والمجال الإعلامي بين حكومتي البلدين، وهي الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تهدف إلى إحكام أنقرة قبضتها على مفاصل الحكومة القطرية.

الأكثر غرابة، موقف أمير قطر، الذي لم يجد ما يفعله إلا الاحتفاء بممثلي مسلسل "قيامة أرطغرل" التركي، وهو المسلسل الذي يحكي قصة والد مؤسس الدولة العثمانية منذ 700 عام، وكأن تميم العار يحتفي بنشأة الإمبراطورية العثمانية التي احتلت بلاده لأكثر من ثلاثة قرون ولم يحصل القطريون على استقلالهم إلا بعد قتال وحروب، ارضاء لغرور أردوغان الذي يريد أن يكون مؤسسة الإمبراطورية العثمانية الجديدة بداية من احتلال قطر.

ومنذ إعلان السعودية ومصر والإمارات والبحرين قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، 5 يونيو الماضي، بسبب دعمها للإرهاب، سارعت الدوحة للاستنجاد بالأتراك، إذ أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ما يشبه الحماية التركية على قطر، وسارع بإرسال قوات تركية لحماية أمير قطر تميم بن حمد من ثورة شعبية محتملة.

 
اقرأ في الموقع
إقرأ أيضًا