2 أغسطس 2019

اللوبي القطري بأمريكا.. رودي جولياني الفصل الجديد من مؤامرة الحمدين

الفضائح الدولية التي عصفت بإمارة الإرهاب في الآونة الأخيرة دفعت بعصابة الدوحة إلى تكثيف تحركاتها الخارجية من أجل البحث عن سبيل لتعويض خسارة جهودها المبذولة من أجل تحسين صورتها أمام العالم، إذ كشفت صحيفة "ديلي بيست" الأمريكية عن تحركات أتباع تميم الكبيرة في واشنطن وممارسة الضغوط المستمرة من أجل الأمير الصغير وذلك بالتعاون مع المحامي الشخصي للرئيس الأمريكي.

الصحيفة الأمريكية أوضحت أن شركتين تدينان بالولاء لدويلة الإرهاب تربطهما علاقات قوية بمحامي الرئيس الأمريكي ترامب، رودي جولياني، قد تعاونوا معًا من أجل الضغط على وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبو وبولتون والمشرعين المؤثرين وخاصة في الفترة الأخيرة التي تلت أسبوع الفضائح القطرية، إذ أن المخططات المفضوحة لقطر في إيطاليا والصومال واليمن جعلت جولياني يهب هو وأصدقائه داخل أروقة البيت الأبيض بحثًا عن أى وسيلة لتدارك الفضائح. 

وأظهرت ملفات وزارة العدل بواشنطن أنه في غضون ستة أسابيع فقط من تعيين الرئيس دونالد ترامب لرودي جولياني كمحامٍ شخصي له العام الماضي، سارعت الشركات القطريتان بإبرام تعاقد معه وضمه إلى جماعة الضغط التابعة للحمدين في واشنطن وذلك لاستغلال نفوذه الكبير في تنفيذ الأجندة الظلامية للدوحة.

ووصفت الصحيفة شركة Blueprint Advisors، التي يديرها كبار مساعدي جولياني السابق توني كاربونيتي وكريس هينك أنها  كالسفارة القطرية في واشنطن، إذ أنها تعمل على قدم وساق لإنقاذ قطر من العزلة الإقليمية المتزايدة والتي فرضت الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب إجراءاتها الصارمة ضد نظام تميم مطلع يونيو 2017.

وفي سياق متصل أجرت صحيفة "بوليتيكو" المهتمة بالشأن السياسي في أمريكا مقابلة مع كاربونيتي، الذي سبق وأن شارك جولياني تأسيس شركته للاستشارات والخدمات الأمنية، بأن السنوات التي عمل فيها إلى جوار العمدة السابق لنيويورك، ساعدته على "إقامة صلات" اعتمد عليها في الاتصالات التي يجريها من أجل الترويج للسياسات القطرية المثيرة للجدل في الولايات المتحدة.

ورغم محاولة هذا الرجل الزعم بأن علاقته الوطيدة بالقيادي الجمهوري المرموق لم تلعب دورا في تأمين عقده لقاء مع وزير الخارجية الأميركي وغيره من المسؤولين والمُشرّعين البارزين، فقد أقر بأن عمله مسؤولا عن مكتب جولياني أدى إلى تعريفه بـ"الكثير من الأشخاص على مدار سنوات طويلة".

وبحسب سجلات وزارة العدل الأميركية، خصص النظام القطري ميزانية لا تقل عن 24 مليون دولار لتمويل جماعات اللوبي الموالية له في الدولة الأكبر على مستوى العالم منذ الخامس من يونيو 2017، وهي الجماعات التي تم التواصل معها من خلال 23 من شركات الدعاية والعلاقات العامة العاملة على الساحة الأميركية.

الجدير بالذكر أن قطر كانت قد وقعت اتفاقية قيمتها 1.2 مليون دولار أمريكي مع شركة استشارية على علاقة رودي جولياني، في إطار محاولات الدوحة المستميتة لكسب رضا الإدارة الأمريكية وشراء نفوذ في واشنطن.

وكان كريس هينيك، مؤسس شركة "بلوبرنت" الاستشارية، والذي وقع العقد مع قطر، مستشارا بارزا للجنة الرئاسية لرودي جولياني، كما قضى 4 سنوات يعمل كمستشار أعمال لشركة "شركاء جولياني"، حيث كان يحدد الفرص التجارية المحلية والعالمية ويخطط للمناقشات بين جولياني والشركات.

أما توني كاربونيتي، المؤسس المشارك لشركة "بلوبرنت" عمل سابقا كبير موظفي جولياني أثناء توليه منصب عمدة ولاية نيويورك، كما عمل مستشارا سياسيا رئاسيا ومؤسسا مشاركا في شركة "شركاء جولياني"، وحاليا هو الذي يقود الانخراط مع قطر في تلك الصفقة.

وتعمل الشركة على مساعدة المدعي العام القطري علي المرعي على غسل سمعة بلاده الملطخة بدعم وتمويل الإرهاب، عبر عكس صورة مغايرة لصناع القرار الأمريكي.

اقرأ في الموقع
إقرأ أيضًا