9 يوليو 2018

على خطى الأنظمة الفاشية.. قطر أصابت كرة القدم بلعنة المصالح

على الرغم من كون كأس العالم لكرة القدم وسيلة للابتعاد عن توترات السياسة العالمية ومشاكلها، فإن أنظمة سياسية فاشية وفاسدة مثل النظام القطري استغلت المسابقة للترويج لنفسها خارجيا، ما أصاب الساحرة المستديرة بلعنة المصالح.

فخلال استضافة فرنسا لكأس العالم عام 1938، حاول الدكتاتور الفاشي الإيطالي بينيتو موسوليني استخدام كأس العالم في الدعاية لنظامه.

ومثلما حدث في الدورة السابقة عام 1934 عندما استضافتها إيطاليا وفازت بالبطولة، فقد استمر نظام موسوليني في الترويج له.

وخلال الدور ربع النهائي في مونديال فرنسا، ارتدى الفريق الإيطالي زيا أسودا خلال مباراته مع الفريق المضيف، في تحد يرمز للفاشية ضد فرنسا التي كانت وقتها تناهض هذه الأيديولوجية،وفازت إيطاليا بالمباراة وواصلت انتصاراتها حتى حازت اللقب للمرة الثانية على التوالي.

وفي ذروة الحرب الباردة، استضافت ألمانيا الغربية كأس العالم عام 1974، ولعبت ضد ألمانيا الشرقية في الجولة الأخيرة من دور المجموعات، وكانا البلدين قد اعترفا للتو ببعضهما البعض سياسيا. واعتبرت المباراة صراعًا بين الأيديولوجيات، الاشتراكية الشرقية مقابل الرأسمالية الغربية.

ودخل منتخب ألمانيا الغربية المحترف المباراة وهو واثق من الفوز على الفريق الشرقي الذي كان لاعبوه يمارسون كرة القدم كنشاط جزئي، لكن تسديدة يورغن سبارفاسر فاجأت العالم وانتهت المباراة بفوز الشرقيين، ورغم ذلك، فازت ألمانيا في النهاية بالبطولة ورفعت الكأس.

وفي عام 1976، وصل عسكريون إلى الحكم في الأرجنتين عبر انقلاب، ليؤسسوا لديكتاتورية عسكرية، واختفى حوالي 30 ألف شخص على يد النظام وقتها، في محاولة لسحق أي معارضة، بينما تصاعد الاحتجاج الدولي ضد السلطة العسكرية.

ولمواجهة الضغط الخارجي، وجد العسكريون في كأس العالم ضالتهم لتشتيت الرأي العام العالمي من انتهاكات حقوق الإنسان إلى كرة القدم.

وفازت الأرجنتين بالبطولة بعد فوزها على هولندا، لكن اتهامات وجهت للنظام الحاكم وقتها بأنه تدخل بالتلاعب مع بيرو في نتيجة مباراة الجولة الثانية مما أدى إلى فوز الأرجنتين بنتيجة 6- صفر.   وفي خضم مظاهرات ضخمة في جميع أنحاء البرازيل ضد الفساد، أقيم كأس العالم عام 2014، واندلع غضب عارم عندما كشف عن قيام مسؤولين حكوميين بالتآمر مع الشركات لتضخيم تكاليف بناء الاستاد الجديد.

ولم تهدأ الجماهير طوال البطولة، بينما كان للشرطة دور في قمع المظاهرات.   وفي عام 2010، أعلن الفيفا عن فوز روسيا باستضافة مونديال 2018، وقطر باستضافة مونديال 2022، لكن خلال خمس سنوات لاحقة، تكشفت أسرار رهيبة عن رشاوى دفعت لأعضاء الاتحاد الدولي ورؤساء اتحادات إقليمية ومحلية من أجل منح الدوحة استضافة المونديال.

وبينما كانت الاستضافة الروسية لكأس العالم غير مستبعدة من حيث الاستعدادات اللوجستية، فإن منح قطر استضافة المونديال عام 2022، أثارت الشكوك من اليوم الأول، كون الإمارة الصغيرة لا تمتلك أيا من المقومات التي تقنع الفيفا بصلاحيتها للاستضافة.

وعوضا عن المساحة الصغيرة وانعدام البنى التحتية اللازمة لاستضافة فعاليات رياضية ضخمة، فإن عدد السكان الضئيل ينعكس على عدد متابعي كرة القدم في الإمارة، بينما تحدثت تقارير عن صعوبات تواجه الدوري المحلي في إيجاد مشجعين مما دفع الأندية لاستقدام عمال البناء إلى المدرجات بمقابل مالي حتى لا تبدو الملاعب خاوية من المشجعين.

واعتبر متابعون استضافة الدوحة للمونديال محاولة جديدة من النظام القطري لتسويق نفسه خارجيا بينما تثار اتهامات دولية له بدعم الإرهاب في عدد من الدول.

اقرأ في الموقع
إقرأ أيضًا