24 يوليو 2018

باحث أمريكي: قطر لا تستطيع لعب دور الضحية في صفقة الرهائن مع إيران

قال الدكتور مجيد رفيع زاده الباحث في جامعة هارفارد والخبير في السياسة الخارجية الأمريكية إن تمتع الحكومة القطرية بعلاقة دبلوماسية مع النظام الإيراني و اصطفافها بجانبه لم يمنع الإيرانيين من استغلال الدوحة بطريقة قسرية.

وأوضح رفيع زاده في مقال عبر صحيفة "العرب نيوز" الناطقة بالإنجليزية أنّه حتى مع إعلان إيران أنّ قطر هي حليف مقرّب منها، فقد استغلّت طهران مواطني حليفتها المخطوفين في العراق كبيادق من أجل تعزيز طموحاتها التسلطية، مشيرا إلى ما كشفت عنه وثائق "بي بي سي" السرية حول عن وجود صلات بين قطر والنظام الإيراني وميليشياته ومجموعات إرهابية أخرى. 

أضاف المقال أنّ الزعماء الإيرانيين حصلوا على مئات الملايين من الدولارات بفعل صفقة الرهائن السرية مع قطر، ما يبرز المقاربة التي يستخدمها النظام الإيراني في التعامل مع حلفائه بشكل مغاير للدول العقلانية.

وحصل قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني على 50 مليون دولار بالحدّ الأدنى، كما تحوّل قسم من أموال الصفقة إلى الميليشيات المدعومة من إيران. موضحا أن ذلك يدل إلى استخدام الحرس الثوري لاستراتيجية سياسية داهية بحيث بدا أنّ الإيرانيين حاولوا الربط بين إطلاق سراح الرهائن بالدور القطري في سوريا واليمن.

من بين ما أراده الخاطفون، برز مطلبان بمغادرة قطر التحالف العربي الذي يحارب الحوثيين في اليمن، وبضمان إطلاق سراح الجنود الإيرانيين الذين احتجزهم المعارضون السنة في سوريا. من الواضح أنّ هذه المطالب تهدف إلى تعزيز مصالح طهران الإقليمية. وبينما تحاول إيران توسيع نفوذها السياسي والعسكري في سوريا واليمن، تمارس في العراق نفوذها بطريقة مباشرة وغير مباشرة من خلال أكثر من 40 ميليشيا إيرانية تعمل تحت مظلة الحشد الشعبي.

وأكّد رافي زاده أنّه بالنسبة إلى الدور القطري في صفقة الرهائن السرية، لا تستطيع الدوحة لعب دور الضحية، موضحا أن المعلومات المكشوفة والرسائل النصية والاتصالات الهاتفية تثبت أنّ قطر تآمرت مع الحرس الثوري وحزب الله لتحويل مليار دولار لصالح إيران وميليشياتها من أجل إطلاق الرهائن.

وما يثير الاهتمام أنّ مسؤولين قطريين اعترفوا بعد نشر التقرير بأنّ النصوص والرسائل الصوتية هي صحيحة بحسب ما أوردته "بي بي سي"، حيث ويؤكد التقرير أنّ قطر دفعت وتآمرت مع أفراد وكيانات إما مصنفون على أنهم مجموعات إرهابية أو أنهم رعاة بارزون للإرهاب الدولي.

يضاف إلى ذلك أنّ الرسائل النصية والاتصالات كشفت كيف أنّ الدوحة كانت من الأساس غير صادقة عبر إنكارها بشدّة دفع الأموال إلى مجموعات إرهابية، حيث كتب السفير القطري في الولايات المتحدة، مشعل بن حمد آل ثاني مقالاً في صحيفة "نيويورك تايمز" في مارس 2018،  مشيراً فيه إلى أنّ دولته "لم تدفع فدية".

إنّ نشر الوثائق السرية يكشف أحد تكتيكات طهران لجمع الأموال من خلال النشاطات غير المشروعة للحرس الثوري مثل الخطف والابتزاز ونشاطات ميليشياته ووكلائه في المنطقة.

تظهر الرسائل والاتصالات الهاتفية إرادة إيران في استغلال النزاعات وتصعيدها واستخدام تكتيكات غير مشروعة وغير أخلاقية لتحقيق نتائج سياسية وعسكرية. ودعا رافي زاده المجتمع الدولي إلى وجوب أن يأخذ على حمل الجدّ تواطؤ قطر مع الحرس الثوري وحزب الله لتحويل مليار دولار لإيران وميليشياتها.

اقرأ في الموقع
إقرأ أيضًا