15 فبراير 2018

باحثة أمريكية: الدوحة مجبرة على تقديم تنازلات حقيقية لواشنطن

حاول تنظيم الحمدين شراء مواقف الدول الكبرى في مواجهة دول المقاطعة العربية، لكن إرضاء جميع القوى المهيمنة على العالم حلم بعيد المنال عن الدوحة، التي وجدت نفسها على شفا صدام حاد مع الولايات المتحدة، نتيجة لسعي قطر التقارب مع روسيا الاتحادية خاصة في مجال السلاح، الأمر الذي أغضب واشنطن، وبات على الدوحة أن تدفع الثمن مضاعفا لإرضاء الولايات المتحدة من جديد.

الباحثة في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، ألكسندرا غوتوسكي، قالت في تقرير نشرته المؤسسة الفكرية الأميركية المعنية ببحوث الأمن القومي الأمريكي، إن الدوحة ستجد نفسها في مفترق طرق يحتم عليها الاختيار بين صفقة الصواريخ الروسية والدعم الأميركي، وذلك بعد إبداء الدوحة رغبتها في شراء النظام الصاروخي إس 400 الروسي، وهو ما كان مثار استهجان داخل البنتاجون الأمريكي، إذ ترغب وزارة الدفاع في أن تشتري قطر النظام الصاروخي باتريوت الأمريكي.

وأشارت غوتوسكي إلى أن قطر تسير في الاتجاه الخاطئ، وأن ما تقدمه من تنازلات يصطدم بالحقائق حول دعمها للإرهاب، وتوقعت أن تقوم قطر بإتمام صفقة الشراء كوسيلة تستطيع من خلالها أن تظهر نواياها الحسنة لموسكو، وأضافت: "قرارات الشراء والاتفاقيات المعلن عنها تكشف أن الدوحة تسعى إلى تعزيز التحالفات السياسية وليست تطلعا منها إلى تعزيز كفاءة أسلحتها وقطاعها العسكري الضعيف والصغير".

ذهبت غوتوسكي إلى أنه  في الوقت الذي تقوي فيه قطر علاقاتها بروسيا، فإنها تعتمد أيضا من الناحية الأخرى على الولايات المتحدة من أجل أن تكسبها في صفها في أزمتها مع دول المقاطعة العربية (السعودية ومصر والإمارات والبحرين)، فقطر ترى أن التدخل الأميركي هو أضمن طريق لإنهاء هذه الخسائر. وخلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن، قال وزير الدفاع القطري خالد العطية إن “الرئيس الوحيد الذي يستطيع حل أزمة مجلس التعاون الخليجي هو الرئيس ترامب".

وتابعت الباحثة الأمريكية: "تحقيقا لكسب ود واشنطن، ظلت قطر حريصة على تحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة، عبر إنفاق حوالي 5 ملايين دولار على حملات العلاقات العامة واستئجار  سبع شركات ضغط في الولايات المتحدة، للزعم أن الدوحة قدمت تنازلات ملحوظة، فعلى سبيل المثال، وافقت مؤخرا على الكشف عن حسابات مالية جديدة لشركة الخطوط الجوية القطرية المملوكة للدولة، وهي خطوة أتت في أعقاب ضغوط من شركات طيران أميركية للكشف عن أي دعم حكومي محتمل تلقته الشركة، وفي محاولة أخرى للتقرب من الجيش الأميركي، تعمل قطر على تطوير قاعدة العديد.

لكن غوتوسكي أكدت أن تمويل قطر للإرهاب مازال يضعف من علاقتها بالولايات المتحدة، إذ أجرت قطر بعض التعديلات التجميلية فقط، من خلال مشاركتها في ثلاث محادثات ثنائية رئيسية بشأن مكافحة الإرهاب في أوائل نوفمبر الماضي، وتخلص الباحثة الأميركية إلى أن الدوحة معزولة، وتحتاج إلى إجراء تغييرات أعمق من أجل أن تنال رضاء واشنطن، بداية من التوقف عن دعم الإرهاب من ناحية ووقف الارتماء في أحضان الروس من ناحية أخرى.

 
اقرأ في الموقع
إقرأ أيضًا