29 مايو 2019

بـ 37 زيارة خارجية.. تميم يبحث عن مخرج من عزلته والمحصلة صفر

لم ينجح النظام القطري في كسر عزلته على مدار عامين بعد قرار المقاطعة العربية، التي فرضتها الدول المكافحة للإرهاب على الدوحة، وحاول خلالها الأمير تميم بن حمد الخروج من مأزقه عبر البحث عن حلفاء جدد، لكنه لم ينجح رغم تنفيذه قرابة 40 زيارة خارجية خلال العامين الماضيين.

إرهاب تميم الذي خرب الدول العربية جعله منبوذا دوليا، فرغم  تنفيذه 37 زيارة خارجية، منذ صدور قرار المقاطعة العربية، إلا أنه مازال يحصد نتائج الشر الذي زرعه خلال الأعوام الماضية، عن طريق تراجع نفوذه السياسي على المستوى العربي والإقليمي، لجانب تراجع الاقتصاد القطري في شتى المجالات.

على المستوى السياسي لم تنجح زيارات تميم  التي سافر خلالها للولايات المتحدة وبعض البلدان الأوروبية والآسيوية، إلى جانب جولاته في أفريقيا في إنهاء أزمته، أو إخراجه من عزلته.

 على العكس، فشل الدبلوماسيين القطريين في إقناع حكومات العالم بوجهة نظر دوحة التطرف، وشهدت المحافل الدولية والإقليمة، وحتى البرلمانات المحلية في كثير من البلدان الأوروبية هجوما شرس على قطر بسبب دعمها للتطرف، وسط مطالبات بإلغاء الاتفاقيات الاقتصادية الموقعة مع عصابة آل ثاني.

جاء العام 2018، برياح لا تشتهيها قطر، فرغم جولات تميم بن حمد في 16 دولة أوروبية إلا أنه خسر نفوذه في أفريقيا، وفضحت مخططاته في كل من ألمانيا وفرنسا، وسويسرا، بسبب رعايته لأنشطة جماعة الإخوان الظلامية.

 في فرنسا تسبب كتاب أوراق قطر الذي صدر في أبريل الماضي في موجة انتقادات في الأوساط السياسية بعدما رصد الدعم القطري للمجموعات المتطرفة والإنفاق ببذخ على  أنشطة الإخوان المسلمين في باريس، حتى أن البرلمان الفرنسي بدأ تحركاته لمحاصرة أنشطة تميم المتطرفة.

وبدأت الحزب الجمهوري الفرنسي في إثارة قضية قطر في البرلمان، بعدما دعت المتحدثة باسم الحزب الرئيس إيمانويل ماركون إلى محاصرة أنشطة الإخوان المسلمين في فرنسا، والتحقيق في أموال مؤسسة قطر الخيرية التي ضخت ملايين الدولارات لخدمة الإخوان بالبلاد، وأطلقت دعوة وقع عليها 50 برلمانيا ورفعت للبرلمان.

وبالفعل تسبب التصرفات القطرية الراعية للإرهاب في تلويح الرئيس الفرنسي في مؤتمر صحفي له الشهر الماضي، بضرورة محاصر الإسلام السياسي، مؤكدا أن بعض الإسلاميين الذين يتولون تمويلا من الخارج يهددون وحدة فرنسا.

ماكرون قال إن الإسلام السياسي يمثل تهديدًا لبلاده، ويسعى للانعزال عن الجمهورية الفرنسية، مؤكدا أن حكومته ستكون أكثر صرامة ضد كل أنواع الإسلام السياسي والطائفية، لأنهما يشكلان تهديدًا لوحدة الأمة الفرنسية.

وفي ألمانيا بدأت حكومات الولايات في محاصرة الأنشطة المشبوهة لبعض المنظمات القطرية التي دخلت للبلاد تحت ذريعة العمل الإنساني، واتهمت صحيفة دير شبيغل النظامي القطري وحليفه التركي بتمويل المتطرفين عن طريق دعم الجمعيات المشرفة على المساجد بألمانيا.

بعد توجيه الاتهام لقطر وتركيا تحركت الحكومة المركزية برئاسة المستشارة أنجيلا ميركل لمحاصرة أنشطة قطر المشبوهة، من خلال اقتراح قدمه البرلمان بفرض ضريبة على المساجد، لضمان وجود تمويل داخلي وقطع الطريق على الأموال القطرية التي تدخل لدعم المتطرفين. 

ورغم التذلل القطري للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتقديم تميم العار فروض الطاعة لواشنطن، إلا أن ترامب رفض استقبال الأمير الصغير بسبب علاقته بالنظام الإيراني، المحظور دوليا.

 وذكر موقع " فورين كود" الأمريكي أن ترامب رفض لقاء تميم بسبب دعم الدوحة للمليشيات الحرس الثوري الإيراني.

في أفريقيا خسر النظام القطري أعظم حلفائه بسقوط نظام الرئيس عمر البشير في السودان، بعدما حاولت دوحة الفساد بكل الطرق تقديم الدعم له لمواجهة المظاهرات التي انطلقت في البلاد أواخر عام 2018.

 وزار البشير الدوحة قبل أيام من الإطاحة به وتلقى مليار دولار دعما من تميم، خصصت لفض المظاهرات، والسيطرة على الأوضاع الملتهبة.

خلال العامين التي فرضت فيها الدول العربية مقاطعة على قطر بسبب رعايتها للإرهاب وطد تميم علاقته بالعلج التركي رجب طيب أردوغان، حيث وقع معه قرابة 50 اتفاقية اقتصادية في محاولة للخروج من الأزمة التي أقحم نفسه فيها برفض التخلي عن أنشطته التخريبة.

وتزلف ذميم لسيده التركي من خلال ضخ ملايين الدولارات في الاقتصاد التركي لحماية أردوغان من السقوط، بعدما هوت الليرة التركية ودخل الاقتصاد التركي في نفق مظلم، إضافة لخسارة حزب العدالة والتنمية السياسية في الانتخابات البلدية الأخيرة.

بالمثل فتحت عصابة آل ثاني الإمارة الخليجية لنظام الملالي المعاقب دوليا بسبب أنشطته التخريبة، لإنقاذه من الإنهيار لضمان وجود حلفاء بعدما قاطعه العرب، وسخر تميم بن حمد أذرعه الإعلامية والدبلوماسية للدفاع عن إجرام نظام الملالي، الذي بات على وشك دخول حرب مدمرة مع واشنطن بسبب تهديده للمصالح الأمريكية بالمنطقة.

اقرأ في الموقع
إقرأ أيضًا