17 مايو 2019

تميم يحتفل على جثث العمال في افتتاح أول ملاعب مونديال 2022

في وقت تعيش فيه مئات الأسر حول العالم مآس كبيرة، بعد أن فقدوا عائلهم الوحيد من العمالة الوافدة في قطر، الذين سقطوا ضحية خلال أعمال بناء منشآت مونديال 2022، يبدو أن دويلة الحمدين لم تعد تحمل أو تراعي أي مشاعر إنسانية، لتقرر الاحتفال والرقص على أنقاض هؤلاء الضحايا، خلال افتتاح ملعب جديد شهد آلاف الانتهاكات ضد العمال المهاجرين.

فعلى دماء وجثث مئات العمال الذين فقدوا حياتهم خلال بناء استاد الوكرة، افتتح تميم العار مساء الخميس، أول ملعب يشيد بالكامل، لاستضافة مباريات بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، المزمع إقامتها الإمارة الصغيرة.

وغرد تميم العار عبر حسابه الرسمي على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي: "فخورون بمترو الدوحة أحد أهم مشاريع البنية التحتية لبلدنا والذي استقليته الليلة لحضور النهائي بين السد والدحيل".

وتذكر أمير قطر في تغريدته، المهندسة العراقية الراحلة، زها حديد، التي دشنت استاد الوكرة المونديالي، فقال: "وإذ نتمنى التوفيق للفريقين، نستذكر في هذه الأثناء المهندسة الراحلة زها حديد التي أبدعت في تصميم هذا المعلم الرياضي الذي أُطلق عليه اليوم استاد الجنوب"، لكنه تجاهل ذكر مئات العمالة الوافدة الذين راحوا ضحية انتهاكات عصابته الفجة.

احتفال الدوحة بافتتاح أول ملاعب المونديال المشيدة بالكامل، يأتي في وقت لا يزال فيه ذوو الضحايا من العمالة الوافدة الذي لقوا حتفهم أثناء بنائه، ينتظرون من ينتصر لهم من عصابة الحمدين، وسط تحذيرات متنامية بارتفاع أعداد الضحايا مع استمرار العمل في إنشاء باقي ملاعب مونديال 2022.

وكانت قطر بدأت أعمال بناء استاد الوكرة عام 2014، ومنذ ذلك الحين دفع مئات العمال من مختلف أنحاء العالم أرواحهم في سبيل تحقيق حلم "تنظيم الحمدين" في استضافة مونديال 2022 مهما كان الثمن، دون مراعاة للظروف والقيم الإنسانية التي يجب أن يعمل فيها العمال حفاظا على أرواحهم.

وخلال مدة بناء الاستاد وثقت العديد من التقارير الحقوقية الدولية انتهاكات تنظيم الحمدين بحق العمالة الأجنبية بشكل عام، وعمال المونديال بشكل خاص، أحدثها تقريران صدرا خلال الأسبوع الماضي.

وهؤلاء الضحايا يمثلون العديد من الدول الأجنبية غالبيتهم من دول آسيا، منها نيبال والهند والفلبين وغيرها، وكانوا يعملون في ظروف غير إنسانية لتحقيق حلم "تنظيم الحمدين" في استضافة مونديال 2022.

ووفق تقارير حقوقية موثقة، كان العمال يعملون دائما في ظل درجات حرارة شديدة الارتفاع، ووسط ظروف عمل لا يتم فيها الالتزام بأي معايير سلامة أو أمان، وأجورهم نحو 6 دولارات يومياً.

ويأتي افتتاح استاد الكرة بعد يومين من كشف تقرير "مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان" عن بعض ممارسات النظام القطري المشينة في مجال حقوق الإنسان، والسجل الأسود لنظام "الحمدين" في مجال حقوق الإنسان عامة.

والتقرير ناقشته أعمال الدورة الـ33 للمفوضية، التي تستمر خلال الفترة من 7 إلى 17 مايو/أيار الحالي بجنيف.

وأشار التقرير الأممي إلى تردي أوضاع العمالة الوافدة، ووفاة ألفي عامل نتيجة إنشاءات بطولة كأس العالم 2022، وهو رقم يزيد عن الرقم الذي أشارت إليه الدراسة المقارنة التي نشرها موقع "ذا سبورتس راش" الهندي، عن وفاة 1200 شخص، وهو ما يشير إلى حجم المأساة التي يعاني منها عمال المونديال.

ويواجه العمال الوافدون المشاركون في أعمال بناء ملاعب كأس العالم 2022 انتهاكات لا تنقطع تمثل صفحة شديدة السواد في سجل قطر الحقوقي، في ظل عدم اتخاذ إجراءات فعلية تحفظ لهم حقوقهم.

وتواصل السلطات القطرية تجاهل المطالب العالمية والقوانين الدولية فيما يخص تعاملها مع العمالة الأجنبية على أراضيها، التي تشكو أوضاعا معيشية وخدمية وصحية قاسية، لا سيما آلاف منها تستغلهم الدوحة في بناء منشآتها الرياضية استعدادا لمونديال كرة القدم 2022.

وبالتزامن مع التقرير الأممي، صدر تقرير حقوقي مصري بشأن انتهاكات ‏حقوق الإنسان في الدوحة تحت عنوان "قطر -إمارة اللاقانون".

وقبل أسابيع من الاحتفالات التي تقيمها الدوحة اليوم، كشفت احتجاجات العمال الأجانب في عدد من الشركات الإنشائية العاملة بالمنشآت الرياضية لكأس العالم في قطر عن سوء ظروفهم المعيشية، وحجم الانتهاكات الحقوقية التي يرتكبها التنظيم والفشل الاقتصادي الذي يعاني منه.

وأضرب العمال عن العمل وحطموا الحافلات بمواقع سكنهم؛ احتجاجاً على تعنت ملاك الشركات من القطريين المدعومين من حكومة "تنظيم الحمدين" في صرف مستحقاتهم لأكثر من ٣ شهور، بالإضافة للمعاملة غير الآدمية التي يلقاها هؤلاء العمال ونظام السخرة والرق والاتجار بالبشر المتفشية في قطر.

واشتكى العمال في خطابات عديدة من ضعف الرواتب الزهيدة وعدم دفعها بانتظام، وسوء الطعام المقدم لهم، فضلاً عن مصادرة جوازات سفرهم.

وكانت مجموعة من المنظمات الحقوقية مثل منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس ووتش، أصدرت تقارير قالت فيها إن عشرات العاملين الأجانب في ورش بناء بشركات منشآت كأس العالم 2022 التي ستستضيفها قطر، لم يتلقوا رواتبهم منذ أشهر.

اقرأ في الموقع
إقرأ أيضًا