رسالة كبار الخليج للصغيرة قطر: زمن ألاعيب الحمدين انتهى والمقاطعة مستمرة
كرس مشهد القمة الخليجية الـ 38 الأزمة القطرية، فغاب الزعماء باستثناء أمير الكويت (البلد المستضيف)، وحضر الصغير تميم بن حمد، فجاء ظهوره باهتا وهو يبحث عن مصافحات مع قادة السعودية والإمارات والبحرين تستغلها آلة صنع الأكاذيب القطرية "الجزيرة" للترويج لانتهاء الأزمة وتصفية الملفات العالقة، لكن هيهات، فالموقف الحازم من دول المقاطعة الخليجية بدد أوهام تميم الذي وجد نفسه وحيدا في العراء، بعد أن وضعه كبار الخليج في حجمه الطبيعي صغيرا جدا جدا جدا.
غياب الكبار كان العنوان الأبرز لقمة الخليج، العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، كبير العرب، لم يحضر، وترأس وزير الخارجية عادل الجبير وفد بلاده، وقادة دولة الإمارات العربية المتحدة، اكتفوا بأن يترأس وزير الدولة للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، وفد بلاده، وترأس نائب رئيس مجلس الوزراء البحريني، محمد بن مبارك آل خليفة، وفد المنامة، كما غاب السلطان العماني قابوس بن سعيد، ومثله نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، فهد بن محمود آل سعيد، وهو التمثيل الأضعف في تاريخ القمم الخليجية على الإطلاق.
روجت وسائل الإعلام القطرية بأن القمة ستشهد نهاية الأزمة القطرية، لكن الجميع اكتشف أنها أكاذيب ترددها الدوحة وأذنابها الإعلامية خاصة قناة الفتنة "الجزيرة"، فالموقف السعودي الإماراتي البحريني جاء موحدا وواضحا وصريحا، بأن زمن العبث بأمن الخليج انتهى، وأن اليد الممدودة للجميع قبضت أمام من يصر على دعم الإرهاب والتآمر على أمن الخليج، فتعرض أمير دويلة قطر لإحراج بالغ وظهر أمام العالم كمعزول لا يعريه كبار الخليج أي اهتمام.
وأعلنت السعودية والإمارات والبحرين ومعها مصر قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، في 5 يونيو الماضي، بسبب انكشاف الدور القطري التخريبي في المنطقة عبر دعم الإرهاب وإيواء المتطرفين والانخراط في مخططات تآمرية ضد دول الجوار الخليجي خدمة لأجندة إيران في المنطقة والرامية لبسط النفوذ الفارسي في المنطقة، ما ظهر جليا في الدعم القطري السخي لميليشيات إيران في لبنان واليمن والعراق.
حاول أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أن يلعب دور الوساطة، لكنها فشلت بسبب العناد القطري، الدوحة رفضت أي محاولة لإقناعها بالتنازل عن مشروعها في المنطقة القائم على الإضرار بأمن السعودية والإمارات والبحرين، عبر سجل موثق بدعم المعارضة التخريبية في الدول الثلاث، بل عملت على دعم جهود الإضرار بالأمن القومي للسعودية والإمارات عبر دعم الميليشيات الحوثية في اليمن.
جاءت القمة الخليجية بغير ما تشتهي قطر، فالقمة حملت رسالة واضحة من كبار الخليج السعودية والإمارات والبحرين بأن زمن العبث انتهى، وأن مقاطعة الدويلة الناشز مستمرة، وأن لا تفاوض مع نظام تلطخ يديه دماء ملايين الأبرياء الذين قتلوا على يد جماعات متطرفة بسلاح اشترته أموال الدوحة، وأن لا محيص عن قبول المطالب الـ 13 المعلنة من قبل دول المقاطعة الداعية لمكافحة الإرهاب، فزمن الألاعيب القذرة لتنظيم الحمدين انتهى.
ولدت القمة ميتة على فراش الإرهاب القطري، وبات مرجحا أن يدخل مجلس التعاون الخليجي إلى مرحلة من التجميد، بعد الفشل في إقناع الدوحة في العودة إلى الصف العربي، والكف عن سياسات شق الصف، فالرسالة المعلنة أن المقاطعة مستمرة، وعلى قطر أن تعي أن زمن الخداع والتوقيع على أوراق لذر الرمال في العيون كما جرى من قبل في اتفاق الرياض 2013/ 2014، لم يعد مقبولا فأما نبذ سياسة الإرهاب وتصفية مشروع تصدير الفوضى في المنطقة أو أن تمضي قطر شردية طريدة من جنة التعاون الخليجي.