صحيفة أمريكية: تمسك قطر بدعم الإرهاب أحبط المبعوث الأمريكي للخليج
رجحت مجلة "واشنطن إكزامينر" الأمريكية أن يكون تشبث قطر بالعناد والمكابرة يشكل السبب الرئيس وراء تخلي الجنرال الأمريكي المتقاعد أنتوني زيني بشكل مفاجئ عن مواصلة الاضطلاع بدوره كمبعوث لإدارة الرئيس دونالد ترامب لحل الأزمة التي تضرب منطقة الخليج منذ أكثر من عام ونصف العام.
وذكر تقرير نشرته المجلة أن هذه الخطوة التي أعلنها زيني قبل يومين، قبيل بدء وزير الخارجية مايك بومبيو جولته الشرق أوسطية الحالية ، تعكس على ما يبدو إحباط هذا الرجل من عدم التجاوب معه على صعيد جهوده الرامية لتسوية الأزمة.
وأبرز التقرير، الذي أعده الصحفي البارز توم روجان، الدعم المفرط الذي تقدمه قطر للحركات المتشددة المنتشرة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، والعلاقات الوثيقة الآخذة في التنامي بين الدوحة وطهران، قائلا إن إصرار النظام القطري على مواصلة تحركاته المشبوهة على هذين الصعيدين، يثير غضب الدول الأخرى في المنطقة.
واستبعد التقرير أن يكون زيني - الذي شغل بين عاميْ 1997 و2000 منصب قائد القيادة المركزية الأمريكية - قد قدم استقالته لأسبابٍ متعلقة بمعارضة مفترضة لسياسات إدارة ترامب، حتى إن كانت خطوته أُعْلِنَتْ في وقتٍ استقال فيه خلال الشهور الماضية عددٌ من أبرز الجنرالات المتقاعدين من مناصب رفيعة مختلفة في الإدارة، أو جرت إقالتهم.
وقالت "واشنطن إكزامينر" في هذا الصدد، إنه لم يكن هناك ضغط مقنع من جانب الإدارة الأمريكية الحالية على النظام القطري لإجباره على العودة إلى الصفين الخليجي والعربي، مُشيرةً إلى أن ذلك سمح لحكام الدوحة بمواصلة الدعم المالي الذي يقدمونه للتنظيمات الإرهابية المتطرفة، والمضي قدما على طريق تعزيز العلاقات مع إيران، التي زادت بدورها من دعمها لنظام تميم بشكل هائل على مدار الأشهر القليلة الماضية، في محاولة لإبقائه دائراً في فلكها.
وأكد تقرير المجلة أنه ليس "لدى القطريين أي اهتمام بإنهاء دعمهم لجماعة الإخوان (الإرهابية) وغيرها من التنظيمات المتطرفة التي تنتشر في جميع أرجاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" مُشددةً كذلك على أن الدوحة لا تريد "بالقطع إنهاء روابطها الاقتصادية مع إيران."
وبرر التقرير ذلك بأن الإبقاء على صلاتٍ وثيقةٍ بطهران يفتح الباب أمام الدوحة للسعي من أجل تحقيق "منافع مهمة مرتبطة بذلك، على صعيدي الاقتصاد والطاقة". وربما يشير الكاتب في هذا الإطار إلى تقاسم قطر وإيران حقل غاز الشمال الذي يقع في الخليج العربي.