"عارية" متحف قطر تفضح التناقض الفج لنظام الحمدين
سعى النظام القطري لرسم صورة وردية لدويلته الصغيرة، من خلال حشد مشاهير لحضور حفل افتتاح متحف قطر الوطني، سعيا للظهور وكأن الدوحة أكثر حداثة وليبرالية، ليكشف تبني الحمدين خطابا متضاد داخليا وخارجيا.
فبينما يفرض حكام الإمارة الصغيرة على مواطني دويلتهم التدين الشكلي، ترك تميم العار حرية التحرك بملابس فاضحة لعارضة أزياء خلال حفل افتتاح المتحف، لتفضح زيف ادعاءات عصابة الدوحة التي تفرض على مواطنيها عقوبات في حالة عدم الاحتشام الذي يخل بالآداب العامة ويخدش الحياء.
وانتشر بين مغردون قطريون عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، مقطع فيديو قصير لعارضة أزياء "لم يتسن التعرف على شخصيتها"، وهي تتجول داخل ساحة المتحف بملابس مفتوحة تظهر مفاتنها.
ظهور عارضة الأزياء داخل ساحة المتحف بملابس غير مناسبة للبلد العربي، خاصة أنها في مكان عام، أسقط نظام الدوحة في التناقض الفج، الذي يدعي المثالية والشرف والالتزام بالقوانين.
قطريون على مواقع التواصل دشنوا هاشتاج باسم "عارية متحف قطر" وتداول بشكل كبير للغاية، صبوا من خلاله غضبهم على الأمير الصغير، مطالبين بمحاسبة المسؤول عن هذه المهزلة المغايرة للقيم القطرية، معبرين عن رفضهم أي مظاهر تتعارض مع تراث وتاريخ الخليج المحافظ.
ونددوا في تغريدات متعاقبة عبر تويتر من مشاركة نظام تميم في نقل صورة مغلوطة عن عادات وتقاليد القطريين أمام العالم، كما استنكروا تحدي عصابة الدوحة لمشاعر القطريين بشكل مهين ومخزي.
وأكد مغردون أن حاشية تميم لا تعبر عن ثقافة المواطن القطري الإسلامية، موضحين أن الانفتاح لا يعني التعري وإنما يقصد به الفكر والمنطق، فيما أنكروا بذخ تميم لتزين وجه الدويلة كنموذج للانفتاح والحداثة المزييفة.
وقال أحد القطريين "ما حصل في متحف قطر من مظاهر تعري بدعم ورضى النظام في الدوحة على ذالك لهو تطور خطير في عدم مبالاة النظام في مشاعر القطريين الذين بتأكيد ومن منطلق دينهم لا يقبلون هذه المظاهر والمناظر".
ورغم حرص معظم المجمعات التجارية والمنشآت الحكومية في قطر، على وضع لافتات تدعو إلى ضرورة الالتزام بالملابس المحتشمة، احتراما لعادات وتقاليد المجتمع، إلا أن أذناب تميم الذين تلاحقهم اتهامات بالمراهقة والمغامرات النسائية والتحرش، تركوا دويلتهم مرتعا لمرتدي الملابس الفاضحة يتجولون فيها بكل حرية، ما قد يؤدي إلى عزوف العائلات القطرية عن الذهاب إلى تلك الأماكن بسبب هذه المظاهر.
ويذكر أن المادة 57 من الدستور القطري تشير إلى احترام العادات والتقاليد الوطنية الخاصة بالأجانب المقيمين في البلاد، غير أنها لم تتطرق إلى طريقة اللباس.
وأما المادتان "291،290" بقانون العقوبات القطري في الفعل الفاضح المخل للحياء فقد نصت على عقاب بالحبس والغرامة لكل من أتى فعلا فاضحا، مخلا بالحياء بأى طريقة في مكان عام أو مكان يستطيع فيه رؤيته من كان في مكان عام.
لذلك فعدم الاحتشام الذي يخل بالآداب العامة ويخدش الحياء ويعرض الناس للفتن، يدخل في باب الفعل الفاضح المخل بالحياء، ويدخل كل لباس كاشف للجسد قليله أو كثيره تحت قانون العقوبات والجزاءات لأنه يعتبر، مما يخدش الحياء في قانون الجزاء.
لكن رغم أن القانون واضح ومباشر، إلا أن عصابة الدوحة ترك ظهور عارضة الأزياء بهذه الملابس، يؤكد أن عصابة الدوحة يطبقون القانون وفق أهوائهم ورغباتهم.
ويشكل القطريون نسبة ضئيلة من عدد سكان شبه الجزيرة البالغ 2.1 مليون نسمة، ومعظم الاجانب من العمال الآسيويين والافارقة والوافدين العرب والغربيين الذين يقيمون موقتا.
وقبل عدة سنوات، أطلق مواطنون قلقون حملة سميت "واحد منا"، لتشجيع النساء الأجنبيات على تغطية اكتافهن وركبهن، لكن تأثيرها كان محدودا جدا على الزوار الذين يشعرون بالانقطاع عن المجتمع القطري.
وفي 2014 دشن قطريون حملة أخرى تحت شعار "أظهر احترامك" تحض السياح والمقيمين الأجانب على احترام قواعد اللباس الصارمة في البلاد، حيث تطلب الحملة من السائح أو المقيم في قطر أن يرتدي الملابس المحتشمة.
وتقول الحملة "إذا كنت في قطر، فأنت واحد منا، ساعدونا على الحفاظ على الثقافة والقيم في قطر. يرجى ارتداء ملابس محتشمة في الأماكن العامة ".