قطر تدمر الثقافة البلجيكية وتستحوذ بالكامل على أكبر مصانع الشوكولاتة
كشفت صحيفة "brussels times" البلجيكية أنه تم بيع الشركة المصنعة للشوكولاتة المملوكة لعائلة جالير -ومقرها في فو-سو-شيفرمونت في مقاطعة لييج، لمجموعة قطرية، وذلك في تشويه واضح لأحد المنتجات الثقافية التي تشتهر بها بلجيكا، خاصة عندما تقع في يد أسرة حاكمة تدعم الإرهاب والمتطرفين.
وتأسست الشركة على يد جين جالير عام 1976 الذي تنحى عن منصب المدير الإداري في العام الماضي ، ولكن الإدارة ظلت بلجيكية، على الرغم من الاستحواذ على كتلة من الأسهم من قبل شريك قطري، وهي مجموعة مملوكة لعائلة آل ثاني عام 2006. وشكل هذا الاستحواذ حصة أغلبية في عام 2011.
والآن يمتلك القطريون 100٪ من الشركة لكنهم أعطوا ضمانا بأن الشركة نفسها ستحتفظ بشخصيتها البلجيكية ، وهي لا تزال في فو-سو-شيفرمونت و يقودها سالفاتور إيانيلو ، الذي قدم القطريين إلى الشركة.
وقال جين جالير لراديو وتلفزيون بلجيكا أنه لا يوجد لديه أي نية للاستمرار في هذه الصناعة، لكنه يشعر بالأسف من الطريقة التي تحولت بها الأمور، حيث قال: "حاولنا شراء الشركة مرة أخرى ، بحيث يمكن لـ Galler أن تبقى بلجيكية بنسبة 100٪ ولم ننجح في ذلك". "عليك أن تعطي لنفسك أهدافًا في الحياة ، ولكن لا يمكنك تحقيقها جميعًا، أفضل الآن أن أتقاعد وأتحول إلى شيء آخر".
وأوضحت الصحيفة أن جالير ليس صانع الشوكولاتة البلجيكي الوحيد الذي وقع فريسة للمصالح الأجنبية، حيث ينطبق نفس الشيء على بيير ماركليني (المملكة المتحدة) وكوت دور (الولايات المتحدة) وغايلين (كوريا الجنوبية) وغوديفا (تركيا) وكاليباوت (سويسرا).
ولكن تبقى Neuhaus و Leonidas في أيدي البلجيكيين بالإضافة لصانعو الشوكولاتة المستقلون مثل Laurent Gerbaud و The Chocolate Line of Dominique Persoone.
ولكن على الرغم من انتشار الملكية الأجنبية على نطاق واسع، إلا أن الشركاء متعددي الجنسيات يفضلون أن تظل الشوكولاتة بلجيكية، حيث يتم إنتاج 740،000 طن من الشوكولاتة كل عام.
والشوكولاتة ليست مجرد لاعب رئيسي في اقتصاد بلجيكا، لكنها إحدى المنتجات الثقافية القليلة، التي تربط هذا البلد المتشابك بالعديد من اللغات، لذلك أثار استحواذ قطر حينذاك على مصنع جالير، موجة استياء ورفض شعبي وسط اتهامات بالتخلي عن منتج ثقافي لصالح أيادٍ أجنبية.