نامق الحمدين يمثل دور المدافع عن إيران أمام توجهات واشنطن
مع إعلان النظام القطري تبنيه استراتيجية لتقريب وجهات النظر بين إيران وأمريكا، في محاولة لخلق قطر دور لها في المنطقة العربية، اعترف الدويلة الخليجية بأن لديها سياسات تخالف نهج الولايات المتحدة والدول العربية، تجاه المخططات الإيرانية الرامية لزعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وصرح وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني اليوم، بأن قطر تتبنى "سياسة خاصة بها" تجاه إيران تختلف عن الولايات المتحدة.
لكن نامق الدوحة لا يدرك أن مثل هذه التصريحات، تمثل اعترافا صريحا من دويلة التطرف والإرهاب برعايتها وتطابق مواقفها مع سياسات إيران التخريبية، حيث من المتوقع أن تثير هذه التصريحات قلق مسؤولي إدارة ترامب التي عززت الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة بعد التهديد الإيراني المتزايد.
وتستضيف قطر على أراضيها أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، لكن علاقاتها مع إيران أصبحت وثيقة على نحو متزايد، رغم أن واشنطن تعتبر طهران أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم.
ومنذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني المبرم في 2015، للحد من البرنامج النووي الإيراني، شدد ترامب العقوبات الاقتصادية على طهران وتعهد بكبح جماح أنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة.
وقال وزير الخارجية القطري إن بلاده تحترم السياسة الأمريكية تجاه إيران، لكنه أضاف: "نتبنى سياسة خاصة بنا".
كما مارس الوزير القطري مهامه التي تؤكد انبطاح نظام الحمدين لولاية الفقيه، مدافعا عن إيران ومصالحا، ليقول: "يتعرض الاقتصاد الإيراني لضغوط هائلة، لكن إيران عاشت في ظل العقوبات لمدة 40 عامًا. ولم يكن الوضع على هذا النحو على الإطلاق، لكنها تمكنت من الصمود".
وهاجم النامق القطري إعادة فرض العقوبات على إيران، مضيفا: "نحن لا نرى أن إعادة فرض العقوبات ستؤدي إلى نتيجة مختلفة". أضاف: "إنهم لا يريدون استمرار فرض العقوبات والدخول في مفاوضات. إنهم يعتقدون أن هناك اتفاقًا، وأن الولايات المتحدة كانت جزءًا من الاتفاقية".
كما أوضح وزير الخارجية القطري، أن بلاده ودول أخرى تجري محادثات مع كل من إيران والولايات المتحدة حول وقف التصعيد، وحثّ الجانبين على عقد اجتماع والتوصل إلى حل وسط.
وقال: "نعتقد أنه في مرحلة ما يجب أن يكون هناك تدخل، فلا يمكن أن يستمر هذا الوضع إلى الأبد. ونظرًا لأن الطرفين غير مستعدين للانخراط في المزيد من التصعيد، فيجب عليهما طرح أفكار تفتح الأبواب للتوصل إلى حل وسط".
والعلاقات الوثيقة بين قطر وإيران، إلى جانب دعمها الجماعات المتطرفة، كانت أحد الأسباب التي دفعت كل من السعودية ودولة الإمارات والبحرين ومصر إلى قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع الدوحة منذ عامين.
وتأتي تصريحات قطر حول انتهاج سياسة مختلفة تجاه إيران، بعدما أرسلت الولايات المتحدة الشهر الماضي مجموعة من حاملات الطائرات وقاذفات طويلة المدى طراز B-52 إلى المنطقة للتصدي لخطوات إيران التصعيدية.
وأشارت الولايات المتحدة أيضًا إلى أنه من المرجح أن تكون إيران المسؤولة عن تنفيذ الهجوم على أربع ناقلات نفطية، من بينها سفينتان سعوديتان، قبالة الساحل الإماراتي.
كما أشار وزير الخارجية القطري إلى خطة ترامب المؤجلة للسلام في الشرق الأوسط، قائلاً إن هناك خلافًا بين الفلسطينيين والولايات المتحدة حول هذه الخطة.
قال وزير الخارجية القطري حول الاتفاق الذي من المقرر أن ينهي عقودًا من الصراع مع إسرائيل: "لا يمكن أن يكون الحل مفروضًا على الفلسطينيين، فلن تقبل أي دولة في العالم العربي ذلك".