كاتب أمريكي: على ترامب إغلاق قاعدة العديد وإعلان قطر دولة معادية

  • ذا إيبوك تايمز

يبدو أن الغضب الأمريكي يتزايد بعد فضيحة الدور القطري المشبوه بواشنطن، والكشف عن ألاعيب تنظيم الحمدين، ما قد يدفع بالعلاقات القطرية الأمريكية نحو الهاوية، وهو ما كشفته صحيفة "ذا إيبوك تايمز" في مقال للباحث كريستوفر سي هال طالب فيه بضرورة إعلان قطر قوة معادية لأمريكا.

ودعا الباحث الأمريكي إلى التعامل مع قطر باعتبارها "قوة معادية" للولايات المتحدة، داعيا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إصدار أمر فوري بسحب كل القوات الأمريكية من أراضيها، في إشارة إلى التوقف عن استخدام قاعدة العديد العسكرية الواقعة جنوبي غرب الدوحة، والتي ينتفع منها نحو 11 ألف عسكري أمريكي.

وفي شهر نوفمبر من العام الماضى، أعلنت قطر أنها بصدد إجراء عمليات توسعية فى قاعدة العديد العسكرية، فى خطة لتكون قاعدة دائمة للجيش الأمريكى بمنطقة الشرق الأوسط، من أجل كسب ود وإرضاء الولايات المتحدة الأمريكية، التي ضاقت ذرعا بتمويل قطر للإرهاب وتحالفها المعلن مع إيران.

جاء اعتزام قطر لهذا الإجراء، بعد أشهر قليلة من تصريح للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وصف فيه الدوحة بأنها تمول الإرهاب تاريخيًا، مشيرًا إلى أنه حان الوقت لدعوة قطر لوقف هذا التمويل.

وفي مقال حمل غضبا واضحا تحت عنوان "احتواء قطر هذا الحليف المزعوم الذي يمول الإرهاب"، شدد الدكتور كريستوفر سي. هال الباحث البارز في معهد جيتستون الأمريكي للأبحاث والدراسات المتعلقة بالدراسات الدولية، على أنه حان الوقت لإضافة هذه الدولة الصغيرة الغارقة في الغاز والمسماة بقطر إلى قائمة الدول، التي ينبغي على الولايات المتحدة احتواء خطرها وكبح جماحها.

وأضاف الباحث أن هذه العملية تستهدف كبح جماح النزعات الدينية المتشددة العنيفة، التي يكنها تنظيم الحمدين في هذه الدولة الصغيرة، بما يشكل خطرا على المصالح الأمريكية، وتهديدا على الصعيدين الإقليمي والدولي، ما يجعل من الواجب على واشنطن أن تنتهج مع الدوحة السياسات ذاتها التي اتبعتها مع موسكو، في ذروة الحرب الباردة بينهما، قبل انهيار الاتحاد السوفييتي السابق مطلع العقد الأخير من القرن العشرين.

وأشار الكاتب إلى أن الاحتواء الصارم والمتيقظ الذي ينادي به مع قطر مثل العنصر الرئيس للسياسة الخارجية التي انتهجتها الولايات المتحدة مع الاتحاد السوفييتي، من أجل مواجهة النزعات التوسعية لموسكو، اعتبارا من أواخر أربعينيات القرن الماضي.

وقال هال في مقاله إن الخطوة الأولى على طريق تطبيق هذه السياسة تتمثل في أن تبدأ الولايات المتحدة بـ«إيضاح أنها ترى قطر، تلك الدولة التي لا يتجاوز عدد سكانها 300 ألف نسمة، قوةً معادية.

وأشار في هذا الشأن إلى أنه حتى الرئيس ترامب نفسه كان قد وصف قطر في يونيو 2017 - بُعيد فرض المقاطعة عليها من جانب الدول العربية الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات ومصر والبحرين)- بأنها دولة مثلت على مر التاريخ، ممولاً للإرهاب على مستوى عال للغاية.

ونقل هال عن كايل شيلدر الخبير في الشبكات المتشددة قوله إن من بين أسباب المقاطعة المفروضة على النظام القطري منذ أكثر من 20 شهرا، استخدامه لتلك الشبكات -التي ساعد في تكوين بعضها- لزعزعة الاستقرار في عدد من الدول العربية.

وأشار شيلدر إلى أن الاستعانة بهذه الجماعات المتطرفة التي ينتهج كثير منها العنف والإرهاب حقق أهدافه في بلدان مثل مصر وليبيا، بتواطؤ من إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.

وأوضح الخبير الأمريكي المخضرم في شؤون التشدد والتطرف إلى القول أن القطريين يتوهمون أنهم يشعرون بالأمن ويقترفون أسوأ أنواع السلوك، كما يتظاهرون بأنهم حلفاء للولايات المتحدة، لأن بوسعهم حتى الآن القول إنهم يستضيفون قاعدة لجيشها، في إشارة إلى قاعدة العديد، ويزعمون كذلك أنهم يساعدون واشنطن على قصف الأشرار، الذين تمولهم الحكومة القطرية في الوقت ذاته.

وشدد كريستوفر في مقاله على أن نظام تميم بن حمد يستغل وجود هذه القاعدة، من خلال أدواته الدعائية وعلى رأسها قناة الجزيرة الموصومة بالتضليل ونشر الأكاذيب، وذلك لتضخيم دورها في محاربة تنظيم داعش الإرهابي وغيره من التنظيمات الإرهابية الموجودة في دول مختلفة بمنطقة الشرق الأوسط.

وفضح هال الاستغلال المشبوه لقاعدة العديد من جانب نظام الحمدين لابتزاز الإدارات الأمريكية المتعاقبة، قائلا إن هذه القاعدة تمثل خط الدفاع الأول لقطر في كل خلافٍ مع الولايات المتحدة، خاصة وأن الموظفين البيروقراطيين في وزارتيْ الدفاع والخارجية الأمريكيتين يقاومون كل محاولة لكبح جماح قطر بحجة الإبقاء على العديد داخل أراضيها.

وأشار الكاتب إلى أنه بات يتعين على الرئيس ترامب أن يقول لقد حان الوقت لإزالة هذا العائق، الذي يكبل السياسات الأمريكية حيال النظام القطري ذي التوجهات المتطرفة، والذي يتمثل في بسط السيطرة على التمويل الذي تقدمه الدويلة المعزولة للكثير من المؤسسات التعليمية الأمريكية، وخاصة الجامعات.

وشدد على أن مواصلة نظام الحمدين الادعاء بأنه حليف للولايات المتحدة وانخراطه في الوقت نفسه في دعم وتمويل الكثير من الجماعات الإرهابية التي تقاتلها واشنطن هو نمط سيستمر إلى الأبد إلى أن يتم وضع حدٍ له، وهو ما قد لا يتسنى تحقيقه، طالما احتفظت أمريكا بقاعدة في قطر.

كما أعرب هال عن استيائه من أن حكومة قطر التي تأوي عملاء نائمين مرتبطين بهجمات الحادي عشر من سبتمبر، وتتحمل مسؤولية القدر الأكبر من الفوضى في ليبيا وسوريا، تساعد كذلك على تعليم الشباب الأمريكي بأموالها.

 
إقرأ أيضًا
ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

خلال الأعوام التالية لـ2008، بات واضحًا تركيز استراتيجية الإخوان على المدن الكبيرة، وخاصة أمستردام وروتردام؛ إذ ركزت الجماعة على الهولنديين الذين اعتنقوا الإسلام والجيل الثالث من المسلمين

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

تاريخ القرضاوي ملء بالفتاوى العدوانية الشاذة ومنها أنه أفتى بالقتال ضد القوات المسلحة والشرطة في مصر ووصف مؤيدي ثورة 30 يونيو بالخوارج