ميرور: قطر لا تزال تدفع أجور منخفضة لعمال منشآت كأس العالم

  • screenshot_5

ذكر تقرير جديد لصحيفة "ميرور" البريطانية، أن عدد كبير من العمال المهاجرين يؤدون عملهم تحت الشمس الحارقة في قطر، مؤكدة أن إمارة قطر تجعلهم يكدحون في عملهم حتى يتسنى لها التباهي باستضافة بطولة كأس العالم لعام 2022.

وأشارت الصحيفة إلى أن العمال المهاجرين الذين يبلغ عددهم 28 ألف عامل ويقومون بأعمال بناء سبعة ملاعب جديدة والبنية التحتية، يتقاضون ما يعادل 82 بنسا في الساعة فقط، مؤكدة أن هذا المبلغ الضئيل يعادل الحد الأدنى للأجور، وهو 750 ريال قطري "158 جنيه إسترليني" في الشهر مقابل العمل 48 ساعة أسبوعيًا.

ورغم أن قطر ضمن قائمة أغنى دول العالم، ويمكنها أن تطلب من المتعاقدين دفع رواتب أعلى من ذلك للعمال، الذي يعملون في الشمس الحارقة، إلا أن مبدأ العبودية الحديثة يسيطر على مفاهيم تعامل القطريين.

وتحدثت الصحيفة إلى العمال، الذين يأتي العديد منهم من أفقر الدول في العالم، أثناء زيارتها بعض الأماكن قيد الإنشاء، واكتشفوا أنهم يتقاضون رواتب ضئيلة.

ووصفت غيل كارتميل، مساعدة الأمين العام لاتحاد "يونايت"، الأجور وظروف العمل وأماكن الإقامة التي توفرها قطر لعمال البناء المهاجرين بأنها "مروعة" في كثير من الحالات.

أضافت: "توصلنا إلى اتفاق لتنفيذ عمليات تفتيش على مواقع الإنشاء وأماكن الإقامة مع لجان العمال. وبالرغم من أنها تعد خطوة كبيرة إلى الأمام في بلد تُعتبر النقابات فيه غير قانونية، إلا أنها تقتصر على ملاعب كأس العالم".

وقالت مي رومانوس، باحثة في شؤون الخليج في منظمة العفو الدولية: "لا تتغير الأمور بالسرعة التي تريد قطر إقناعنا بها"، مشيرا إلى أنه يقع على عاتق الفيفا إجبار الدولة المستضيفة على مسألة تعزيز حقوق الإنسان فيما يتعلق بالعمال في البنية التحتية.

أوضحت أيضًا: "في أكتوبر 2017، طبقت قطر الحد الأدنى للأجور بشكل مؤقت، حيث بلغ 750 ريال قطري شهريًا، وهو أقل من مبلغ الـ 900 ريال قطري الذي طلبته الحكومة النيبالية، حيث تخاطر قطر بالتخلف عن وعدها بمواجهة ظاهرة استغلال العمال المهاجرين واسعة النطاق وتعرضهم لسوء المعاملة".

وتمتلك قطر الغنية بالنفط نادي باريس سان جيرمان الفرنسي لكرة القدم، ودفعت 198 مليون جنيه إسترليني للنجم البرازيلي نيمار منذ عامين، بعد إبرام عقد معه، حيث يتلقى 500 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع.

وفي إطار الاستعدادات لبطولة كأس العالم الأكثر إثارة للجدل على الإطلاق، تنفق قطر 5 مليارات جنيه إسترليني لبناء الملاعب الجديدة وكذلك شبكات النقل والطرق، فيما أفادت تقارير عن وفاة 1200 عامل، لكن قطر ادعت حدوث ثلاث وفيات في حوادث وقعت في مواقع بناء الملاعب.

كما هو الحال مع جميع الملاعب، لا يتم تعيين الموظفين من قبل اللجنة العليا القطرية التي تنظم بطولة كأس العالم، بل الشركات المتعاقدة، والتي غالبا ما تكون تابعة للنظام القطري.

وقد يتقاضى العمال أصحاب مشاريع تجارية، من بينهم عمال السقالات والنجارين واللحامين، حوالي 1300 ريال (272 جنيهًا إسترلينيًا) شهريًا، أو 1.41 جنيه إسترليني في الساعة.

وقال عامل نيبالي يبلغ من العمر 33 عامًا يعمل في موقع بناء استاد لوسيل ويُدعى سوسيل، إنه يعلم أن هذا المبنى هو شبكة المترو التي ستنقل المشجعين إلى الملعب لحضور المباريات النهائية.

وتابع: "في بعض الأحيان لا نحصل على رواتبنا في الوقت المحدد. أو ربما يكون هناك أموال ناقصة إذا لم يدفعوا أجرًا إضافيًا ... وعليك انتظار الحافلة لفترة طويلة في نهاية فترة مناوبتك. وهذا يجعل يوم عملك أطول".

يتقاضى عامل آخر يُدعى رماسيش راتبًا أساسيًا قدره 900 ريال شهريًا، ما يعادل حوالي 190 جنيهًا إسترلينيًا، لإعالة زوجته وطفليه في الهند، ولا تعتبر شبكة المترو مشروعًا متعلقًا بكأس العالم، وبالتالي فإن اللجنة العليا لعام 2022 لا تموله.

وتتوفر أماكن إقامة قريبة لبعض عمال بناء الملعب، وبالتالي فهم ليسوا بحاجة للسفر، ويُحظر العمل من الساعة 11 صباحًا إلى الساعة 3 مساءً بسبب درجات الحرارة العالية في فصل الصيف، عندما تصل درجة الحرارة إلى 40 درجة مئوية أو أكثر.

وحسب صحيفة مرور، فإن عمال البناء لا ينتمون لنقابات، لكن يتم تشجيع العاملين في مواقع الإنشاء على التعبير عن أي مخاوف لمنتديات رعاية العمال، فهي توفر "مجالاً آمنًا لتقديم الشكاوى"، حسبما قال المنظمون.

وذكرت منظمة الفيفا: "نحن نأخذ حقوق العمال على محمل الجد. ونتشاطر رأي منظمات حقوق الإنسان بضرورة تحقيق المزيد من التقدم من أجل التنفيذ الكامل للإصلاح الشامل للعمل من قبل قطر".

أضافت: "نحن نعلم أن السلطات القطرية تعمل بشكل مكثف مع الأطراف الفاعلة الأخرى في هذا الصدد".

تثير بطولة كأس العالم لعام 2022 الجدل، حيث قال العديد من المنتقدين إن درجات الحرارة في قطر مرتفعة للغاية، وهو ما أدى إلى إقامة بطولة كأس العالم في فصل الشتاء، مشيرين إلى حقيقة أن قطر ليس لديها تاريخ في كرة القدم، وأنه كان يتوجب عليها بناء العديد من الملاعب الجديدة.

إقرأ أيضًا
ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

خلال الأعوام التالية لـ2008، بات واضحًا تركيز استراتيجية الإخوان على المدن الكبيرة، وخاصة أمستردام وروتردام؛ إذ ركزت الجماعة على الهولنديين الذين اعتنقوا الإسلام والجيل الثالث من المسلمين

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

تاريخ القرضاوي ملء بالفتاوى العدوانية الشاذة ومنها أنه أفتى بالقتال ضد القوات المسلحة والشرطة في مصر ووصف مؤيدي ثورة 30 يونيو بالخوارج